رغم تعدّد الأعمال الدرامية الكوميدية وتنوّع موضوعاتها خلال الشهر الفضيل، تمكّن مسلسل "رمانة" من استقطاب نسبة مشاهدة عالية. ولا عجب في ذلك، فهذا أمر متوقّع إذ شهد هذا العمل العودة المرتقبة للنجمة القديرة حياة الفهد إلى الكوميديا. فرغم غيابها لسنوات عن الأعمال الكوميدية التي عشقها المشاهد من خلالها، نجحت الفهد في تجسيد أدوار متنوعة، وركّزت على كتابة وإنتاج أعمال مميّزة، فتمكّنت من الحفاظ على مكانتها الخاصة في قلوب المشاهدين الذين باتوا ينتظرونها كلّ عام آملين أن تعود لتضفي الابتسامة إلى الشاشة الصغيرة. ولا تقتصر مسيرة هذه الفنانة المتألقة التي تنتمي إلى الرعيل الأول في الدراما الخليجية على تقديم الأدوار الكوميديّة القوية بل حقّقت نجاحات كثيرة وأثبتت براعتها في التمثيل عبر مشاركتها في العديد من الأعمال الفنية البارزة كما كان لها دور أساسيّ في تطوير الدراما الكويتية وتعزيز وجودها وانتشارها في العالم العربي حيث تمكنت من ترك بصمتها المميّزة في كلّ عمل شاركت فيه حتّى نالت ألقاب عديدة منها أم المسرح وعميدة الدراما الخليجية وأبرزها سيدة الشاشة الخليجية. نصف قرن من الإبداع والتألّق في المجال الفنّي قدّمت خلاله "أم سوزان" أعمالًا عظيمة، واحتضنت فنانين من الجيل الشاب ودعمت مسيرتهم. فهي فنانة شاملة أتقنت التمثيل وبرعت أيضاً في كتابة أعمال عديدة ناجحة. لطالما كانت هذه الممثلة الأصيلة رمزاً للاحترام والالتزام والرقي الفني، وهي قيم رئيسية تتشاركها مع مؤسسة دبي للإعلام إذ تربط بين هذين العملاقين علاقة طيبة وتعاوناً وثيقاً لتقديم الأفضل للمشاهد العربي وقد تجسّد ذلك من خلال مسلسل "رمانة" الذي يُعرض خلال شهر رمضان المبارك من هذا العام على شاشة تلفزيون دبي. ويظهر نجاح المسلسل بشكل خاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تفاعل المشاهدين وتعليقاتهم الإيجابية ما يثبت سنة بعد سنة تميّز هذه المؤسسة وريادتها لا سيّما أنها تضع دائماً الأسرة العربية في أعلى سلّم أولوياتها. فبفضل دعمها المتواصل للإنتاج الدرامي وارتكازها على بنية متكاملة تمكنت مؤسسة دبي للإعلام من تعزيز صناعة الإنتاج التلفزيوني في دولة الامارات العربية المتحدة، إذ تحرص دائماً من خلال أعمالها المختلفة على اعتماد أبرز التقنيات الحديثة بالإضافة إلى تمسّكها بالأصالة والعراقة التي تميّز عالمنا العربي. ويروي مسلسل "رمّانة" قصّة أسرة غنية وأخرى فقيرة تتبدّل أحوالهما بين ليلة وضحاها في أجواء كوميدية بامتياز، حيث تلتقي الأسرتان في فندق تبتاعه الأسرة الفقيرة بعد أن يصيبها الغنى الفاحش. ويسلط العمل الضوء على مدى تأثير المال على البشر والجشع والتبذير والتعالي، كما يتطرق إلى عدة مواضيع اجتماعية هادفة تكشف من خلال المواقف المضحكة أن لا قيمة للمال من دون العلم والثقافة. جرى تصوير الحلقات بين الكويت ودولة الإمارات حيث جمعت عدداً من نجوم الدراما الخليجية، نذكر منهم الإماراتي أحمد الجسمي، والسعودي يوسف الجراح، وشيماء علي، وباسم عبد الأمير، ومحمود بوشهري، وهنادي الكندري، ومحمد الرمضان وبثينة الرئيسي، وهيا الشعيبي، وغيرهم من الممثلين. الفكرة هي ليوسف الغيث، أمّا السيناريو والحوار فلبدر الجزاف، ومحمد العنزي والإخراج لحسام حجاوي.