قالت نائبة مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض دينا باول اليوم الأربعاء، أنه على قطر أن تلتزم بما وقعت عليه هي ودول مجلس التعاون الخليجي في مذكرة التفاهم مع الإدارة الأمريكية، التي تم التوصل إليها في قمة الرياض، والمتضمنة إنشاء آلية للرصد والتحقق من عدم قيام أي طرف بتمويل للمنظمات المتطرفة. ونقلت صحيفة «ويكلى ستاندرد» الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن دينا باول قولها إنه «كان إنجازاً لنا في الولاياتالمتحدة أن نجعل حكومة قطر توقع على هذا التعهد. فقطر إمارة صغيرة في الجزيرة العربية، كانت دوماً متمردة على أي ترتيبات تتصل بمكافحة الإرهاب. وأضافت أن أهمية مذكرة التفاهم تكمن في أن كل الذين وقعوا عليها، ومنهم قطر، التزموا بتفاصيل يعرفون أنها تحدد مسؤولياتهم عن معاقبة كل من يموّل الإرهاب، بمن في ذلك الأفراد. وأتى تحذير المسؤولة الأمريكيةلقطر بعد أن أعلن أميرها تنصله مما اتفق عليه في الرياض، حيث أشاد بإيران معلنا موقفاً جديداً قديماً في العلاقة مع إيران، وهذه العلاقة باتت أكثر وضوحاً مع توسع الصراعات وتعددها في المنطقة العربية، والتدخل الكبير والواسع لكلا الدولتين. لكن إذا كان مفهوما، إن العربدة الإيرانية وإثارة الفوضى ودعم الإرهاب، خلفه خطط توسع وأحلام امبراطورية، وما تسعى إليه إيران منذ تولي الملالي الحكم في التوسع ومد النفوذ، معتمدة على الآيديولوجية الدينية الطائفية وتأسيس وقيادة الميليشيات الإرهابية كأذرع لتنفيذ مخططها من اليمن إلى سوريا والعراق ولبنان، هي محاولات للسيطرة على المنطقة، وإعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية التي ما زال حكام طهران يعيشون عقدة انهيارها وسقوطها على يد العرب. لكن من غير المفهوم الدور القطري الذي يحاول حكام الدوحة لعبه في المنطقة في دعم الجماعات الإرهابية والتنسيق مع إيران وميليشياتها، فدولة قطر لن تكون أكثر مما هي عليه الدولة التي لا تتجاوز مساحتها وعدد سكانها أكثر من مدينة من الحجم المتوسط، وهي لا تملك مقومات الدولة الحقيقية وما تملكه من أموال لا يؤهلها لأن تكون دولة تستطيع أن تلعب دوراً مهما في المنطقة، وربما لهذا اختار حكام قطر طريق بسط النفوذ عبر دعم الجماعات الإرهابية وتسليحها، والتدخل في الصراعات المسلحة التي ساهمت إيران في خلقها في المنطقة. لكن ما لم يدركه حكام قطر أن الدور الذي يلعبونه الآن في دعم الجماعات والحركات الإرهابية والتدخل في الصراعات واللعب على إطالتها لصالح أجندات إيران، وكذلك الخروج عن الصف العربي عبر اتخاذ مواقف العداء تجاه عديد من الحكومات العربية، يقابله التنسيق مع إيران، ليس سوى رقص على الحبال سينتهي بالسقوط والموت. وكما أزيح أمير قطر السابق، ليس من المستبعد أن العاصفة التي أثارها أميرها الحالي ستقتلع نظامه من جذوره لتعود قطر إلى شعبها العربي الأبي وأمرائها الأصلاء.