كشف إبراهيم الجميح نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الجميح للسيارات، أنه عشق المركبات منذ الصغر، مشيراً إلى أنه كان يحضر في أماكن إصلاحها، ليتعلم ويستفيد، في زمن كان فيه سماع الراديو هو الوسيلة الوحيدة للتسلية وإضاعة الوقت، موضحاً على هامش استضافته في ديوانية لجنة شباب الأعمال في جدة الأحد الماضي، أنه تعاقد على وكالة سيارات أثناء قيلولة والده، متحملاً كامل المسؤولية عن هذه الوكالة، الأمر الذي جعله يضع كامل الاستراتيجيات التي تضمن نجاحه في عمله. وتحاور الجميح مع شباب الأعمال عن طفولته وشبابه منذ أن كان يحضر مجلس والده في سن مبكرة، وقال «كان المجلس يعج بكبار الشخصيات، ما أصقلني ثقافيا وعلمياً، الأمر الذي أيقظ فيّ حب القراءة لاستقاء المزيد من العلم والثقافة». واستطرد حديثه متنقلا في عدة محطات مهمة في حياته ذاكرا كيفية الاستفادة من تلك المواقف لإضافة المزيد من الخبرات لديه. ونصح الجميح شباب الأعمال أن يكون لديهم مبادئ في أعمالهم، ومراعاة حقوق الآخرين، سواء كانوا موظفين لديهم أو عملاء، لأن كل ذلك هو من أساسيات النجاح». وأضاف أن «التخطيط السليم ووضع الإستراتيجيات والعكوف على تفعيلها ضمن خطط مدروسة، رفع من مبيعات شركة الجميح من 160 ألف إلى 35 مليون ريال شهرياً»، كما أوصى شباب الأعمال إذا كان لديهم فكر معين أو فلسفة أو حتى رؤية، فإن عليهم خطها على الورق، وتحليلها ووضع خطط لبلوغ أهدافها، ويجب أيضا دراسة جميع الاحتمالات، حتى لا يقعوا في مشكلات أو خسائر غير مدروسة». وأشار الجميح خلال اللقاء أنه عاش تجربة الكبار، واستفاد منها خلال مشوار حياته، وتطرق بعد ذلك إلى المراحل الانتقالية في حياته، حيث كرم من جلالة الملك سعود خلال مشاركته في مسابقة المدرسة الثقافية، مشيراً إلى أن والده أصر على تعلمه ثقافة المملكة المتنوعة، وكان أول كتاب يقرأه في هذا المجال، هو كتاب صقر الجزيرة، الذي يتضمن قصة حياة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، مؤكداً أنه استفاد كثيراً من تجربة الملك في بناء الدولة وتوحيدها وجمع ثقافتها المتنوعة. وتابع «كان والدي الشيخ عبدالرحمن الجميح على تواصل دائم مع الأسرة المالكة، وكان يصطحبني معه في مجالس العلم، ومنحني الفرصة كي أنهل من علومهم وتجاربهم، مما أثرى فيهم المعرفة، وجعلهم أكثر إلماماً بالمجتمع المحيط بي»، موضحاً أن والده «يجمع الأدباء والمثقفين من خلال مجلسه اليومي، وكانت فرصة لي أن أكون علاقات معهم، وهذا ما جعلني أحب القراءة والأدب، مما أثرى فيّ حب الاستطلاع وشغف المغامرة». وذكر الشيخ إبرهيم الجميح أن دراسته للغة الإنجليزية كانت بمشورة من شركة شل على والده، وقال «كانت نقلة نوعية في حياتي، اكتشف من خلالها عالماً آخر، حيث سافرت إلى بريطانيا، وأكملت تعليمي هناك، وكان خروجي من المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في حياتي، فقد كنت لا أخرج من البيت إلا للذهاب إلى المسجد أو المدرسة، وأكملت دراسة البكالوريوس في بريطانيا، ثم عدت للمملكة، ولم ألبث قليلاً حتى عدت إلى أمريكا لمواصلة تعليمي ونيل درجة الماجستير»، موضحاً «حاولت إكمال دراسة الدكتوراة، إلا أن ضغط والدي علي بالعودة إلى أرض الوطن، حال دون ذلك، فقد كان والدي يريد مني أن أساعده في إدارة تجارته في جدة». وتابع «إن حياة والدي الجدية والصارمة، صقلت بناء أخلاقي، فقد كان يحرص على أن ينهج أبناؤه منهج الأخلاق الحميدة، وأتذكر أنني عملت في تجارة والدي، ولم أتخذ على ذلك أي أجر، حتى تزوجت وأنجبت ابني بندر، بعدها قرر والدي منحي راتب أربعة آلاف ريال، حيث كان والدي ينصحني أن أطالب بحقي ولا أنتظر العطاء من أحد». وذكر الجميح أن العمل في التخصص متعة، بالإضافة إلى كونه إضافة جديدة إلى النجاح، موضحاً أن دراسته تركزت على سوق السيارات، الأمر الذي جعله يبدع في مجاله.وكشف الجميح عن بدايته مع وكالة السيارت، وقال «البداية كانت دون علم والدي، وهذا الشيء كان له أثره في نفسي، كونها خطوة اتخذت قرارها بنفسي، وأتذكر وقتها أنني كنت مسافرا مع والدي إلى اليونان لتهنئة بعض الشركات هناك، واستغللت فترة قيلولة والدي، وذهبت لإبرام اتفاقية وكالة السيارات، وعند علم والدي، غضب مني، ولكن مر الموضوع على خير»، مضيفاً أنه وضع الإستراتجيات والدراسات الكافية للمشروع، وحدد إستراتيجية لرفع نسبة المبيعات في الشركة، مما أدى إلى رفع مبيعات الشركة من 160 ألفا إلى 35 مليون ريال شهرياً. وهنا يتسلم هدية تذكارية (الشرق)