على عهدة شخص أثق به ولديه ما يثبت يقول: غُرمت من قبل جهة خدمية بمبلغ صادم لا يتسق وحجم المخالفة خصوصا أنها لم يسبقها إنذار وقلت في نفسي وقد تملكني الغبن لابد أن أتقدم بشكوى لمدير هذه الجهة لعله ينصفني وذهبت يحدوني أمل بإلغاء المخالفة نظراً لأنني عالجتها في حينها والاكتفاء بتعهد بعدم تكرارها أو في أسوأ الأحوال تخفيضها ودخلت على المدير ولمجرد أنه علم بالغرامة بادر بالقول سدد! فقلت دعني أشرح لك فااا!!.. (لم أكمل الأنا) قاطعني بصلافة: قلت لك سدد وكأني به فرح بقيمة الغرامة! حاولت عبثاً وكأنه هذه المرة تعاطف معي لكن الصدمة كانت أقوى حيث قال: سدد الغرامة ثم اعترض! خرجت يائسا أجر ذيول الخيبة والخذلان فقد صُفعت مرتين: مرة لغرامة مجحفة ومرة بمقابلة مدير همه استحصال الغرامة ويا ليتني لم أذهب، انتهى. أقول للمتضرر لا ألومك فوطأة الخذلان بمن ظننت بأنه سينصفك أكبر من تجرع الغرامة. كان الأجدر بهذا المدير الصفيق الأرعن أن يحتوي المراجع ويسمع شكواه فهذا بحد ذاته يخفف من حدة شعوره بالضرر وما يدرينا ربما يستشف مصداقية تظلمه فأرباب المخالفات ليسوا منزهين ومعصومين فلابد من التحقق ملياً وإعطاء مساحة رحبة للاعتراض فأقله يخرج المراجع راضياً إما لأنه أُنصف من ضرر لحق به أو اقتنع بالغرامة المستحقة وفي الحالتين تحقق لديه الرضا والانعتاق من الغبن. بقي أن نقول لهذا المدير: يا ليتك لم تغرد بشعارك السمج (سدد ثم اعترض) فهو تذاكٍ صريح واستغفال بالمراجع لأنه في حال سدد المبلغ فهذا اعتراف ضمني باستحقاق الغرامة ولنفرض أنه تعلق بالقشة! فبالتأكيد سوف يقال له: لقد سددت المبلغ ولا يمكن استرداده! هنا (اللكمة) الموجعة الشعور بالاستهجان والاستخفاف والإجحاف في الآن نفسه.