للإعلام مسؤولية وأثره على المجتمعات والمتلقين بالسلب أو الإيجاب، فحينما يكون متسقاً مع أهداف الوطن ومنهجيته المعتدلة خادماً لقضايا الوطن والمواطن ورسالته، فهذا هو الإعلام الهادف لحل قضايا المجتمع عبر بوابة النقد الذي لا يفضي إلى خلق «بلبلة» تنتقل إلى «فضاءات التويتر» ليستفيد منها بعض المغرضين وأعداء الوطن في الداخل أو الخارج، هذا الإعلام غير المتصادم مع ثوابت الدين والمجتمع سيكون مطلوباً للمساهمة في استقرار الوطن وإصلاحه وحماية قيمه، لكن حينما تفرز لنا «فضائيات» منتهزة مساحة الحرية «برامج مستفزة» لثوابت المجتمع وقيمه، وتستضيف ضيوفها من طرف واحد، أو ضيوفاً لهم مواقف سيئة تجاه بلدنا «متذرعة» بتناول قضايا تهم الوطن والمواطن، التي لا تغيب عن بال قادة الوطن وفقهم الله وأيدهم بنصره، فستبقى مرفوضة، وأقولها اليوم صراحة، لأننا إن لم نقلها، فسوف نشهد مزيداً من «التفكك» بسبب تلك الفضائيات بين أبناء المجتمع بسبب «حزمة البرامج المستفزة» والمرحلة الراهنة لا تحتمل أن يتحول الصراع الفكري بين أبناء الوطن تحزباً لأيديولوجيات معينة، وانتصاراً للذات واستغلال البرامج كمنابر لتصفية حسابات، بينما هناك متربصون بالوطن يستغلون ذلك التشاغل لإذكاء الصراع والجدل الذي لن ينتهي، إلا بمزيد من التشرذم بين أبناء الوطن، أو انتهاز الفرص لإلحاق الضرر بأمنهم ،لا حقق الله أهداف من يريد المساس بأمننا، ولهذا على «الفضائيات» أن تلعب دوراً إيجابياً بالانتصار لقضايا الوطن، ودعم أمنه واستقراره، أو إبراز منجزاته، وحماية قيمه، ولتعِ دورها المسؤول، فالمجتمع اليوم واعٍ بما فيه الكفاية، ولن يقبل بمن يستفزه بالتشكيك والسخرية أو التعريض لرموزه وعلمائه ودعاته وهيئاته الدينية أو الأمنية، نحن مع النقد الهادف لكن تجاوز حالات النقد المطلوب، وتحويل تلك البرامج إلى «منصات» لاستضافة كل من يحلو له السير «معاكسة» للمجتمع أمر غير جيد ليفتي وهو غير مختص، جميعنا يؤمن بالتغيير ولا أحد يختلف عليه، ومن يقول إن بلدنا بأبنائه وبناته يرفضون التجديد، أو الأخذ بمستجدات الحياة والتغيير بما يتناسب من الأفكار التي لا تتصادم مع دينه وقيمه، فهو «يجانب الحقيقة» وأبناء الوطن من الجنسين حققوا المنجزات العلمية والطبية على مستوى العالم، وتفوقوا على كثير من أبناء الدول مع ميزة اعتزازهم بقيمهم الدينية والمجتمعية والوطنية والأخلاقية وهذا حقهم، مثلما هناك شعوب ودول تعتز بدينها وثقافتها وتقاليدها وعاداتها وحتى طريقة عيشها وأزيائها ولغتها، كفرنسا واليابان والصين، على سبيل المثال في الصين في كل مطاراتها يضعون ممرات مميزة بأشرطة وردية للنساء، وممرات مزينة بأشرطة زرقاء للرجال، ولم يعتب أحد عليهم، بل من أبنائنا من وقف معجباً لاعتزازهم بقيمهم، نحن هنا مع الأسف نجد من يصف المجتمع بالظلامية والانغلاق، لأنه لا يوجد في البلد سينما! وهناك من يدعو لإلغاء جهاز هيئة الأمر بالمعروف لأنه لا يريد رؤيتهم في «المراكز التجارية» وهناك من يصف المرأة التي ترتدي حجابها بأكياس الفحم في إشارة للعباءة السوداء، لأنه يؤمن بأن العباءة عادة لم ترق له، بينما حجاب المرأة اليهودية كامل السواد ينال إعجابهم، وهناك من تجاوز الحدود ليتطاول على القضاة والقضاء بتغريدات، ويتهمهم لأن الحكم لم يسر في صالحه، أنا أقولها مخلصاً: «المجتمع» أصبح «محتقناً» من تلك البرامج التي تستفزه فيما هو يؤمن به من قيم وثوابت، ولابد للقائمين على «وزارة الإعلام» أن يغلقون نافذة كل برنامج لا يهمه «سلم الوطن الاجتماعي، واستقراره» فالمحافظة على أمنه وتماسكه، وهو يخوض مواجهات على عدة أصعدة، أكبر من تلك البرامج والفضائيات ومن يقوم عليها.