أوضح رئيس بلدية الجبيل المهندس نايف الدويش ل "الشرق" أن البلدية تحاول بجهودها الذاتية ردم ما تستطيع من مستنقعات المياه، ورش المبيدات في الأحياء المتأثرة، مشيراً إلى تأخر بعض المشاريع، منها مشروع الردم للأحياء المتأثرة بالمستنقعات في المحافظة، ولذلك لم يعتمد أي مشروع. وأكد أنه في حال اعتماد أي مشروع مستقبلاً ستكون الأولوية لحي الخالدية نظراً لارتفاع منسوب المياه الجوفية فيه. وكانت الأمطار التي شهدتها محافظة الجبيل في الآونة الأخيرة، ساهمت في تشبع المستنقعات بالمياه على مدى مساحات كبيرة محيطة بالأحياء السكنية، وأدى تشكل تلك المستنقعات إلى زيادة الحشرات والأوبئة والروائح الكريهة. ولا تقف معاناة الأهالي عند صعوبة تصريف الأمطار، فالمياه الجوفية تتدفق على مدار العام وبكثافة مشكلة بركاً راكدة في الطرقات وبين المساكن. وذكر هادي اليامي "أحد سكان حي الحمراء"، أن الجبيل تعاني طوال العام من المستنقعات، فهي تتدفق بارتفاع منسوب المياه، وحين تهطل الأمطار يتفاقم الوضع، وتتحول إلى بؤر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة. ووصف اليامي مشكلة المستنقعات في الجبيل ب الأزلية، ومن الصعب إيجاد علاج لها، مضيفاً أن تدهور الإصحاح البيئي يهدد المحافظة على مدار العام، وليس فترة وجيزة. وشكا علي آل مخلص من أن ساعة واحدة من المطر، تتسبب في مضاعفة المستنقعات في الجبيل، مبيناً أن المحافظة تعاني من المستنقعات، مطالباً الجهات المختصة بالتدخل سريعاً لإيجاد حلول سريعة وناجعة لمشكلتهم في الجبيل، لافتاً إلى أن حيي الخالدية والضباب من أكثر الأحياء تضرراً من المستنقعات التي نخرت أساسات منازلهم. وتساءلت فلوه المري "إحدى ساكنات حي الخالدية" عن مصير المخطط الذي تسكنه، وقالت إن المستنقعات تستقبلهم عند خروجهم ودخولهم من الحي، وأصبحت تشكل خطراً على صحّة الأهالي، فهي تحمل وبائيات تنقلها الحشرات والبعوض، مؤكدة أهمية وجود حل وتدخل من الجهات المعنية لحل مشكلة تسرّب الصرف الصحي. إلى ذلك، حذر خبراء ومختصون في مجال الهندسة المدنية من خطورة المستنقعات بمحافظة الجبيل؛ لما تمثله من أضرار وآثار سلبية قد تؤدي إلى التلوث وتهالك البنية التحتية كالطرق والمباني وغيرها. وقال الاستشاري الدكتور محمد تاج الدين الحاج ل "الشرق" إن المتعارف عليه لدى المختصين؛ أن المنطقة الشرقية تمتاز بكثرة السباخ «مفردها سبخة» لأسباب جيولوجية تتعلق ببنية المنطقة الرسوبية نتيجة وجود مياه البحر، وأضاف: "أضافت التنمية في الوقت الراهن مصدراً آخر للمياه بفعل الاستيطان الحضري وما يتطلبه من استهلاك لكميات كبيرة من المياه، يعود أغلبها مرة أخرى للتربة، مُشكِّلة ما يسمى بالمستنقعات". وعن الأضرار التي قد تنتج في مثل هذه المواقع، أكد الحاج أن ارتفاع مستوى المياه الجوفية وما يرافقه من خلل في تركيب التربة وتغير في خصائصها الكيميائية والفيزيائية، وبالتالي تقل ملاءمتها لإقامة المشاريع الحكومية والفردية عليها، وتابع: "في مواقع المستنقعات عادة تصاب التربة بالتغدق وارتفاع نسبة الملوحة، بالإضافة إلى وجود عناصر كيميائية تساهم في أكسدة الحديد وتآكل الطبقات الإسمنتية وانخفاض الطرق والمباني في بعض الحالات".