حرصت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، تغمده الله بواسع فضله ورحمته وحتى العهد الميمون، عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، على خدمة الإسلام والمسلمين، واليوم تتوج هذه الخدمات والأعمال الجليلة بتأسيس مركز الملك سلمان للسلام العالمي كرسالة سلام وأمان من المملكة العربية السعودية إلى العالم للوقوف ضد براثن الإرهاب وأفكاره المتطرفة. ففي المستقبل القريب، سيتم الإعلان بإذن الله تعالى عن إنشاء مركز الملك سلمان للسلام العالمي الذي سيكون مقره في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث د أعلن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والمشرف العام على مركز الحرب الفكرية، الدكتور محمد العيسى، ووزير الدفاع الماليزي هشام الدين عون، في مؤتمر صحافي عقداه في كوالالمبور، وأكدا فيه أنهما في سياق تنسيقهما كشركاء في تأسيس المركز. إن مركز الملك سلمان للسلام العالمي هو إحدى ثمرات ومكتسبات الجولة الآسيوية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي أعلن حينها وفي بيان رسمي مشترك مع الحكومة الماليزية عن إنشاء هذا المركز العالمي، وهذا المركز هو تأكيد لدور المملكة العربية السعودية الريادي في دعم كل ما من شأنه دعم السلام في العالم سواء من خلال مبادراتها أو من خلال دعمها ومساندتها للقرارات الدولية. إن إنشاء هذا المركز يعني توحيد صفوف الأمة الإسلامية جمعاء على التصدي ومواجهة كل مظاهر العنف الإرهابي والفكر المتطرف، وتأكيداً على سماحة الإسلام، وسيكون داعماً ومنبراً للتحالف الإسلامي الذي أنشأته المملكة في فترة سابقة بمشاركة أكثر من 40 دولة أكدت رفضها كما هي الفطرة السليمة لكل ما ينافي الاعتدال والوسطية، وسيكون أيضاً منبراً للحوار العالمي المشرق تجاه تطور الإنسانية نحو السلام الكامل والتام والمواجهة المشتركة ضد قوى التطرف والإرهاب. إن رسالة هذا المركز ستكون عالمية بالدرجة الأولى وستكون موجهة للإنسانية كافة، حيث ستوجه لكافة الأديان والمذاهب والطوائف بدعوتها للسلام الإنساني، وسيختص المركز بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال، وتكوين وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن الإسلام، وإيضاح حقيقة الشبهات السلبية المثارة عليه، مع تعميق الوعي الديني لدى المسلمين، والتصدي لأيدولوجيا التطرف والإرهاب، وأن المركز سيكون له نشاط عالمي وإنساني لترسيخ مفاهيم السلام. سيكون المركز بإذن الله تعالى إشعاعا عالميا ورسالة إنسانية محضة لكافة البشر لتبيان حقيقة الدين الإسلامي وإيضاح جوهره الناصع وإزالة الشبهات والادعاءات حول ربطه بمفاهيم الإرهاب والإقصاء، وسيكون المركز حصيلة تفاعل وتعاون 4 مراكز إسلامية مهمة وهي مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع السعودية ومركز الأمن والدفاع في وزارة الدفاع الماليزية وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية ورابطة العالم الإسلامي. لقد أكد وزير الدفاع الماليزي هشام عون والشيخ الدكتور محمد العيسى خلال المؤتمر المشترك بينهما في العاصمة الماليزية كوالالمبور أن التوافق التام قد تم الاتفاق عليه حيال رؤية ورسالة وقيم وأهداف المركز، وأن تقوم رابطة العالم الإسلامي بدعم المسار العلمي والفكري والبحثي للمركز مع دعمه بالكفاءات العلمية لتضاف إلى الخبرة العسكرية في بعديها الاستطلاعي والفكري. كما أكد الجانبان أن مركز الملك سلمان للسلام العالمي سيختص بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال، وتكوين وتعزيز صورة الإسلام الحقيقية وجوهره الفعلي، كما سيختص المركز أيضاً بكشف ملابسات الأفكار المتطرفة التي يغرر بها شبابنا، مع زيادة وتركيز الوعي لدى شبابنا المسلم وتحصينهم ضد أي مخططات إرهابية لاحتوائهم، كما يحارب المركز قواعد وأسس التأدلج الإرهابي، وأن المركز سيكون له أنشطة متعددة وفعاليات متنوعة لترسيخ مفاهيم السلام بين الأديان والمذاهب. لقد احتفى الإعلام الماليزي بالخطوات الحثيثة والجادة التي واكبت إطلاق المركز، وأشارت إلى التوافق التام حول مرتكزات انطلاقاته، وأن توافق المملكة العربية السعودية وماليزيا حول المركز يترجم عمق العلاقات بينهما ونبل الأهداف الإسلامية والإنسانية، وأن ماليزيا وهي بلاد الوئام الوطني وبلد الوسطية والتسامح والاعتدال، تمثل خياراً مهماً لدى المملكة لانسجامه مع المنهج المعتدل والمتوازن للمملكة.