إنَّ الضمان المُتصل بِالأجهزة يمنح المُشتري الصَّلاحية لإصلاح أي عطب أو خلل عارضٍ عليها خلال فترة زمنية محدودة، كما قد يمنحهُ قطعا جديدة لاستبدال بعض القطع التالفة – إن لزم الأمر -! إن الضَّمان يشمل قطعة مُعينة غالباً، فلا يصح استخدامه على قطعٍ أخرى، كما أنَّهُ يوفر جميع الخدمات دون استبدالٍ أو تعويض لِلقالب الرئيس لِتلك القطعة. إنَّ الضمان هو صك رسالة الحَياة، نَحْنُ نملك حقول الزراعة وبذور الأراضي.. نَحْنُ نقبضُ جيداً على رذاذ الماء والاتجاه الَّذي يعمل ويصبُ فِيه، نَحْنُ نعيش فِي أفكارنا وأفكارنا تعيشُ على مشاعر الحائط وعلى سقف أسوار المدينة! وفِي هذا الصَّك نجدُ أنَّ موت البذور لا يعني أن نتخلى عَن الأرض، وأن جفاف النَّبع لا يَعنِي اليأس مِن كرم الغيوم إطلاقاً، كما أن صدأ أو تعطل أنوار المدينة لا يُشير بأننا سنهلكُ فِي ظلام دامس! فَحقيقة النُّور نستلهمها مما هو أبعد من هذهِ النقطة، ورائحة الصدأ لا تعلق وَلَن تعلق على أسوارٍ يستهلكها الصَّيف ويشيدها حنين الشتاء في كل فصلٍ مُجدداً! إنَّ أفكار المرء نقطة تحوله وهي ذاتها نقطة انتقاله، فِي حين أنَّها أيضاً نقطة إدراكه لحقيقة ما هو حوله. نَحْنُ لسنا بِحاجة لأن نستبدل قوالبنا الرئيسة فَصك الضمان يمنحنا استبدال الأفكار وتصويب ما هو عالق يائس فيها، كما أنَّ محلات الصيانة تُزَوِّد المستخدمين بِمساحات وذاكرات إضافية لكل من امتلأت ذاكراتهم. فِي كل مرحلة وعند كُل نضجٍ جديد سنحتاج لاستبدال القطع والأفكار المُستهلكة فينا كما قد نحتاج فِي الوقت ذاته لِبرمجتها بِمَا يتناسب مع الواقع والمتغيرات فِيه؛ لِنتمكن مِن التعايش السليم ولِنجد عند رأس كُل مرحلة الإمكانات العظيمة فَنستفيد منها بِأكبر صورة مُمكنة. فِي كل مرحلة سنحتاج لِشراء عدد مِن الأقراص المُدمجة الإضافية لِذاكرة ومساحات كافية تتناسب مع اتساع المسؤوليات وكبر حجمها. فِي كل مرحلة سنحتاج لِبرمجة وتفعيل تلك الأقراص لِرفع وزيادة مُعدل الإدراك الذاتي ممَّا يجعلنا أكثر استعداداً وتقبلاً للإدراك والوعي بما هو مُحيط بِهَا وخارج عن حدودها! بين كل مرحلة ومرحلة سنحتاج صك الضَّمان لِمناقشة بعض بنوده ولِلحصول على قطعِ غيارِ جديدة.