العلم هو المعرفة التي لا يعاكسها سِوى الجهل، ولكن هل كل متعلم غير جاهل؟! أم هناك جهلاء متعلمون؟! كيف حال طلبة العلم اليوم؟! إذا ما كان الكل حقاً يطلب العلم. اليوم أنا أفتقر لشغف الطالبات في طلب العلم، إلى روح العلم، إلى البهجة بالمعارف الجديدة إلى الحماس الملغم بالطاقة التي تنسي المعلم الإرهاق، أفتقر إلى ذلك النوع الذي يطلب مزيدا من العلم ويقترح كثيرا من المشاريع المساعدة في اكتساب وترسيخ ما تم تلقينه، نعم أفتقر إلى المبادرات الناشئة اليافعة، إلى تبييت نية الجهاد في العلم عرفاً. اليوم قد يكون الطالب متفرجا لا طالبا لأن الطالب مطالب – بفتح اللام – أن يسأل بإلحاح- ولكن أين هذا الإلحاح اليوم؟ أين هذا الفضول المحمود الشجي؟ هل تم إجهاضه قبل ولادته؟ أم وأده بعد ولادته؟ ما فائدة ارتياد عدد كبير من الطلاب دون رغبة في تحقيق أهداف العلم. إذا البذرة لم تسقَ منذ الصغر عن ماهية العلم وفضل طلبه حين لم يكن هناك تشجيع وتنوير في ذات الوقت؛ فنتيجة ارتياد الطلاب كمتفرجين نتيجة طبيعية. فمؤسف وبكل ندم تثبيط رغبة الطلبة عن التزود بالقدر الكافي من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة والمسؤولية تجاه مشكلات المجتمعات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ومن ثم الإسهام في حلها، إعراضهم عن تنمية قدراتهم لنهضة الأمة واستمرارية عجلة التنمية فالتنمية هي مواكبة الابتكار فكيف يتم الاستهتار من قدراتهم بذاتهم فالبحوث والمواهب تُختزل ويُنظر إليهما من باب السخرية في منظورهم، إذا أبوا توسيع أفكارهم وأقطارهم وأعرضوا عن القدرة على التعبير والتخاطب وكذلك الكتابة بشكل ممنهج وسليم وجمالي، ما الفائدة من زحمة السير في كل صباح وعرقلة السير حينئذ! إلى كل الطلاب والطالبات: إن البداية والانطلاقة نحو مجتمع حيوي مثقف ومبتكر يبدأ منكم التصاقاً بالعلم؛ أنتم البذور والأمل أنتم القناديل التي ستضيء الجهل من كل النواحي لا ناحية؛ فشبابكم شبابكم وإياكم والركود، أحيوا النية داخلكم «مامن عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية»- الثوري، فالعلم هو حقك وحق عليك أن تخلص له ولا تلق بنفسك إلى الجهل وأنت لديك الفرصة وكذلك القدرة يقول أبو يوسف «من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبكِ على نفسه» وتذكروا جيداً بأن العلم لا يُنال براحة سيتطلب الكثير والكثير وأنت ستعطيه باستمرار فرحم الله الإمام مسلم حين قال «لا ينال العلم براحة الجسم».