نحن نعيش في عصر التغيرات السريعة. فنحن نقطع فترات زمنية متلاحقة في فترة قصيره جدا وكاننا نحقق نسبية آينشتاين. ولكن هنالك شئ واحد بقي بعيدا عن معادلة التغير. بل هو لا ينفك يتراجع الى الوراء بشكل دائم الا وهو الوعي الإيجابي. نحن نعي تخلفنا الجزئي عن بقية الدول في كثير من مظاهر الحياة . ونعي ان سبب تخلفنا هو الفساد المرعب والمتفشي في جميع قطاعات الدوله. ونحن نعي ان كل ما تقوم به الدوله من اجراءات للحد من الفساد هو عبارة عن مخدر موضعي يعطى للافراد على شكل جرعات مخففه. نحن نعي كل ذلك ولكن كل مانعيه لايدخلنا ابدا في منطقة الوعي المرغوب الذي يليه اتخاذ اجراءات من شانها انهاء التخلف بشكل جذري. اكثر الوزارات تعرضا للفساد هي الوزارات التربوية والتعليميه وخصوصا وزارتا التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي. فالمدخلات شئ والمخرجات شئ اخر. حيث يبدا الفرد بالتعلم ليخرج جاهلا بسبب مايسمى بسياسه نجحهم وخلهم يعدون_ لانك ان لم تفعل ستبتلى بالمسائله من الاشراف الذي يلقي باللوم على المعلم او المعلمه بالتقصير دائما. وقد اقتصر الجهل في السابق على المعرفه والثقافة العامة اما الان فاصبح الجهل جهلا عاما بكل اساسيات التعلم من قراءة وكتابة وحساب وعمليات عقلية اساسية. اصبحت وزارة التربية والتعليم مؤسسة لتخريج الجهلة لنقلهم الى مستوى أعلى من الجهل في مايسمى بالجامعات. الجامعات بدورها تسعى جاهدة لتحطيم مابقي من رغبة في طلب العلم لدى الافراد عبر اللا منطقية في الطرح وسذاجة المحتوى وابتعاده عن المطلب العام للتعلم . وحتى ان حاول طالب العلم الاجتهاد الذاتي في التعلم فانه يصطدم بجدار المجتمع الذي يرى في المثقف والمتعلم شخصا سفسطائيا ( متفلسف ومسوي نفسه فاهم) ويحكم عليه بالنفي الفكري والاقصاء لكل مايمثله. فيعود بدوره الى الواقع ويبحث له عن ناقه يتسلى بتربيتها ليشعر بالانتماء. قد تكون هذه سفسطه ولكن من يقترب من بيئة التعليم يعي بان الكثير من الطلبة والطالبات انما يدرس ليجهل لا ليعلم. ومع ان التعليم ممنهج منذ الاف السنين, الا اننا والى اليوم لم نجد المنهج الذي يناسبنا والذي من شانه خلق ذلك الفكرالمستنير في بيئة التعلم بشكل خاص وفي النشئ بشكل عام. فاين طلب العلم للعلم و اين ذلك الطالب الذي تضيء عينيه نورا طلبا للمزيد. نحن نحتاج الى الوعي والى التنظيم والى العلم . نحن كذلك نحتاج ان نسال المسؤولين من اين لك هذا؟ وانا لك ذاك؟ نحن كذلك بحاجة الى ان نسال عن كيف؟ ومتى؟ و الى متى؟ ونحتاج بالاضافة الى ذلك الى اجوبة لكل ماسبق. . بقلم أ. خامسة سالم آل فرحان صحيفة نجران نيوز الالكترونية