هذا العام سيخوض الطلاب معترك الاختبارات كاملة في شهر رمضان، وذلك لأول مرة منذ أمد ليس بالقصير، ولن يتوقف الأمر عليهم؛ وإنما سيمتد إلى أسرهم وبالتالي المجتمع بأكمله، وهذا يعني أننا سنكون وجها لوجه مع ثقافة متعمقة في المجتمع الذي تعود عادات وتمرس بممارسات خلال هذا الشهر الفضيل سواء من حيث العبادات والطاعات أو الزيارات واللقاءات ومختلف النشاطات. ولئن كان التدرج منطقيا ومتوقعا في الامتداد للعمل والدرس إلى شهر رمضان؛ فهو شهر فضيل والعمل من أجلِّ العبادات التي تطلب عامة وهذا الشهر خاصة، بيد أن اختصاص هذا الشهر بجملة من الطاعات التي ميزته عن غيره تجعل التفرغ فيه مطلبا: وأولاها الصيام الذي يكون مجهدا لاسيما في ظل مناخات حارة، وثانيها صلاة التراويح وصلاة القيام تاليا وهما الصلاتان اللتان تجعلان التطلع إلى إعادة النظر في إجازة الدولة الرسمية مطلبا وأملا بحيث تبدأ من العشر الأواخر في كافة مؤسسات الدولة باستثناء ما يقتضي الأمر ضرورة استمراره. لاسيما أن الفترة الزمنية ما بين الإفطار وصلاة الفجر محدودة في الصيف. وثالثها أهمية المحافظة على الصلوات في مواعيدها والمداومة على قراءة القرآن؛ ورابعها أن العمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو ما يدفع جل الأسر السعودية إلى اقتناص هذه المزية لأداء العمرة، وخامسها أن شهر رمضان فرصة اقتصادية كبرى لذوي الدخل المحدود والمتوسط للعمل لاسيما في منطقة الحرمين الشريفين والمناطق الحدودية. وعلى ضوء ما سبق يكون الاقتراح أولا بتقديم الاختبارات لتكون في الأسبوع الأخير من شعبان وأول أسبوع من رمضان كأقل تقديم، فإن تعذر ذلك فيتم اختيار الوقت المناسب لإجراء الاختبارات بحيث لا يكون العاشرة صباحا وذلك لعدم كفاية وقت النوم للطلاب في ظل ألفة السهر الرمضاني، كما لا أتفق مع من يذهب إلى تقديم الاختبارات لتكون بعد الفجر مباشرة وذلك لأن جل الطلاب سيأتون مواصلين السهر ومن ثم سيكون وقت راحتهم على حساب صلواتهم. والرأي أن تكون الاختبارات بعد صلاة الظهر مباشرة، وهو ما ثبت مناسبته عند تطبيق الدراسة الصيفية في مدارس نظام المقررات الثانوية. نبضة تفكر: واحدة من أهم الجوانب التي يجب مراعاتها عند التغيير التدرج وعدم حرق المراحل!