الرغبة في رؤية أبناء الوطن يمثلون قيمه وأخلاقه أمام الداني والقاصي تكون عادة الدافع الحقيقي وراء النقد البناء الذي لا يهدف إلا لتنوير أصحاب القرار ببعض الثغرات الواجب سدها خاصة فيما يتعلق بالمنافذ الحيوية التي تستقبل مئات المواطنين والوافدين كجسر الملك فهد. ولكون هذا الجسر معبراً لكل الفئات العمرية ولجميع الأجناس فالتعامل معهم يعد نوعاً من التحدي يتطلب اللين والحزم في آن واحد. ولا ينكر أحد أهمية ما يقوم به هؤلاء الموظفون الذين جندتهم الدولة لخدمة الداخل والخارج من وإلى السعودية، غير أن بعض الحالات الفردية من الموظفين قد تترك الانطباع المؤسف الذي لا نتمناه كمواطنين على الآخرين فتجعل صورة هذا الجهاز غير ما هو المتوقع لها أن تكون، وما ذكرته الأسبوع الماضي من ملاحظات عن سلوكيات – فردية – لبعض موظفي جوازات جسر الملك فهد لم تخرج عن الواقعية، ولو لم تكن كذلك لما أثارت بعض الأشخاص. إلا أن المكالمة الهاتفية والعناية الفائقة التي تلقيتها من جهاز الجوازات ممثلة بالناطق الإعلامي لمديرية الجوازات، واهتمام مدير جوازات الجسر في التواصل معي لمعرفة تفاصيل ما سطرته في مقالي السابق، والحرص الشديد على التعامل بشدة مع تلك الحالات الفردية من بعض الموظفين في جوازات الجسر بحزم من منطلق الحرص على إصلاح العيوب ومعالجة الأخطاء كان مثيراً للاهتمام. ولا أجد أمامي إلا أن أقف له احتراماً وإكباراً وشعوراً بالفخر بأن هناك من يستمع وباهتمام شديد لمعاناة المواطن. وإني أقدم من خلال هذا المقال الشكر والتقدير لكل من تواصل معي لمعرفة الأسباب وتفهم مقدار الأذى الذي قد يمر به بعضنا مع بعض الموظفين غير المؤهلين، وإبداء أقصى الدعم من خلال تزويدي بالبريد الرسمي للمديرية العامة للجوازات لتلقي الملاحظات والشكاوى والمقترحات؛ حيث يلقى أي بريد العناية القصوى اللازمة من المعنيين بالأمر ([email protected]).