القص واللصق من الفنون التي توجه لتنمية مهارات الصغار الفنية في الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية، ولكن بعض الكبار لجأوا إليها في ممارسات غير مشروعة، ولأسباب ومصالح مختلفة؛ لأنها عملية سهلة بسبب تطور التقنية ووسائل الاتصال ومحركات البحث. عبارة «توارد خواطر» كانت مخرجاً للاعتذار أو التبرير، وكانت مستساغة عندما كانت تفصل بين الناس أزمنة ومسافات، أما اليوم ومع انتشار عمليات القص واللصق التي أتاحها تطور عمليات البحث الإلكتروني، فقد بات انكشافها أمراً سهلاً وميسوراً من أي مكان من العالم بذات الأدوات. ما أكثر السرقات في وضح النهار دون حياء، وعلى مرأى من العالم – رغم وجود أنظمة رسمية للحماية الفكرية – سرقات مقالات، وبحوث، ودراسات، وكتب، وأفكار، وبرامج، وعلامات تجارية، وغيرها ويمكن القول إنها عمليات سطو تقني. عنوان المقال: « هكذا سنخدم العملاء عام 2020»هو حوار وجدته، ليس حوارًا محتفى به وبأمه وأبيه في المهرجان، بل هو حوار افتراضي بين موظف في مطعم، وعميل عبر الهاتف في العدد الثاني من مجلة علاقات الصادرة في فبراير 2007 م – مجلة شهرية متخصصة في العلاقات الإنسانية والعامة وعلاقات العمل والعملاء – وعملت على قصه ولصقه كاملًا، ودار على النحو التالي: الموظف: أشكر لك اتصالك بمطعمنا، كيف يمكنني أن أخدمك اليوم؟ العميل: أريد طلبًا. الموظف: أرجو أن تعطيني رقمك العالمي. العميل: لحظة من فضلك.. رقمي الدولي هو الموظف: شكرًا سيد (كامل) أنت تسكن في 17 ميدان السفارات، ورقم هاتفك …. ورقم جوالك…. ، أوامرك سيدي… ماذا ستطلب اليوم؟ العميل: من أين لك بكل هذه المعلومات؟ كيف عرفت كل هذا؟ الموظف: نحن على اتصال بنظام الخلايا الشبكية المترابطة ولدينا كل المعلومات.. نعم.. كل المعلومات.. فهل هذا يزعجك؟ العميل: لا أبداً.. أنا فقط أريد بيتزا.. بيتزا باللحم والبسطرمة. الموظف: بيتزا؟ مستحيل؟ لا أظن أنها فكرة جيدة أن تأكل بيتزا!! العميل: لماذا؟ وما شأنك أنت؟ الموظف: سيدي تقاريرك الطبية الأخيرة تؤكد أنك تعاني من ارتفاع في الضغط، وقد نصحك طبيبك بسعرات حرارية منخفضة.. ومن واجبنا كخدمة عملاء أن ننبهك. العميل: فعلاً؟.. قل لي ما تقترح أنت؟ الموظف: جرب بيتزا الخضار يا سيدي، فسعراتها الحرارية منخفضة، كما أن طعمها سيعجبك. العميل: كيف عرفت؟ الموظف: ربما أنك نسيت سيدي أنك استعرت الشهر الماضي كتاباً من المكتبة العامة حول فوائد الأكل والوجبات النباتية، هل كانت هذه مجرد مصادفة؟ العميل: معك حق. أرسل لي ثلاث قطع بيتزا خضار.. وقل لي كم سيكون ثمنها. الموظف: هذا لن يكفي كل أفراد أسرتك يا سيدي، أنتم ستة أفراد.. أظنكم ستحتاجون واحدة أخرى. العميل: لا بأس.. ولكني سأدفع ببطاقة الائتمان، هل أنت موافق؟ الموظف: كلا، سجلاتك تقول إنك مدين بمائة ألف دولار، وتتأخر في سداد أقساط منزلك. العميل: إذا سأذهب لسحب بعض النقود من الصراف الآلي قبل أن تصل البيتزا. الموظف: سيكون هذا صعباً لأنك تجاوزت حد مسحوباتك هذا اليوم. العميل: لا عليك.. سأستخدم بطاقة زوجتي الائتمانية… هذه ليست مشكلتك. الموظف: كيف تقول هذا يا سيدي! زوجتك السيدة (كريمة) تجاوزت الحد المسموح به الأسبوع الماضي، بطاقتها معلقة أيضاً. العميل: سنتصرف.. لا تقلق، أرسل البيتزا فقط. كم ستحتاج من الوقت؟ الموظف: 45 دقيقة تقريباً للإعداد والتوصيل، 5 للإعداد و 40 للتوصيل، فإن كنت على عجلة فأنا أرى دراجتك البخارية على (google earth) ودراجتك الصينية الصنع رقم: ( 88889999 ) تحتاج لصيانة عاجلة. العميل: ؟؟؟؟؟ الموظف: هل تريد شيئاً آخر.. سيدي؟ العميل: لا.. لا أبداً.. فقط لا تنس إضافة 4 علب صودا مجاناً كما يقول الإعلان. الموظف: الكمبيوتر لا ينسى يا سيدي، ولكن وفقاً لبياناتك الطبيعية أنت ممنوع من تناول ال …. العميل: (بغضب عارم): ما شأنك أنت يا….. الموظف: أرجو أن تلتزم… وتكلمني ب ….. يا سيدي، ولا تنس أنك سبق وأدنت بتهمة السب العلني في 15 سبتمبر العام الماضي، وتم تغريمك مبلغ ….. وقفة: انتهت عملية لصق المقال بنجاح تام من مصدره… ولنا أن نتخيل فقط – مجرد تخيل – لو أن هذا الحوار الهاتفي – الافتراضي – بين الموظف والعميل كان حواراً حقيقياً في مجتمعنا، أيكون بهذه الطريقة؟ أيكون بهذا الطول؟ هل سيتوقف في بدايته؟ وكيف سينتهي لو كان مثل هذا الحوار مباشرا؟