دعا رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، أهالي الأحساء جميعاً إلى النظر لموضوع تسجيل الأحساء في اليونيسكو كبداية، وقال «المشروع ليس للأمانة وليس للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولا لجهات حكومية، وإنما لجميع مواطني الأحساء، وهذا إذا تم بخير سيكون اعترافاً دولياً بالقيمة الثقافية الكبيرة للأحساء، ونحن نعرفها ونعترف بها، إلا أن تسجيلها دولياً مهم لنا جميعاً وهو وفاء للأحساء ولأهاليها الذين حافظوا على تراثهم، وليس طلباً على مستوى اليونيسكو، والمطلوب منا جميعاً أن نأخذ هذا التراث لمستقبلنا». جاء ذلك خلال زيارته، أمس الأول، مهرجان «الأحساء المبدعة» للحرف اليدوية والفنون الشعبية، الذي تنظمه أمانة الأحساء بالشراكة مع فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المحافظة. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن ملف الأحساء قُدم لليونيسكو، وتم قبوله من ناحية اكتماله، وأضاف «هذا يعود إلى الفريق المميز المشترك بين الهيئة والأمانة والمحافظة وأهالي الأحساء ومثقفيها، وستقام في 12 أبريل الجاري ورشة عمل كبيرة تتعلق بالانضمام لليونيسكو وأهالي الأحساء مدعوون لها، ونريد لجميع أهالي الأحساء أن يملكوا هذا المشروع الذي ستكون تحت مظلته مشاريع كثيرة مقبلة لتطوير الأحساء وتطوير مساراتها والمحافظة عليها». وزاد «الأحساء مبدعة طوال تاريخها المجيد مع دولتنا، ولها مواقف في التاريخ المشرف، وسارة السديري والدة الملك عبدالعزيز ولدت في الأحساء ونشأت مع والدها الأمير أحمد السديري – رحمه الله -، ولذلك نحن نعتز بالعلاقات الأسرية في الأحساء وأخوالها هنا في الأحساء، وأهل الأحساء مواطنون صالحون، والدولة لم ترَ منهم إلا الخير، وإن شاء الله لا يرون إلا الخير من هذه الدولة التي هي دولتهم». وكشف الأمير سلطان بن سلمان عن قرب إطلاق شركة للحرف اليدوية التي تعد إحدى الشركات المنبثقة عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري في المملكة الذي تنفذه الهيئة، معلناً عن قرب الإعلان عن صدور قرار إنشاء جمعية للحرفيين قريباً. وتابع «لدينا برنامج الحرف والصناعات اليدوية (بارع) الذي نعمل من خلاله على نقل الحرفيين والتميز والاستثمار، وأصبح لدينا في المملكة برنامج مشترك مع أرامكو وشركة توتال بحوالي 375 مليون ريال تم من خلاله تقديم قرض إلى حوالي 28 إلى 30 شركة جديدة». وختم الأمير سلطان بن سلمان تصريحه قائلاً «الأحساء أمامها فرصة تاريخية وقريبة من الرياض التي تمثل سوقاً ضخماً لأهالي الأحساء، ونتوقع أن يتقدم أهالي الأحساء لإقامة مشاريع ليس فقط فنادق ولكن مشاريع سياحية متكاملة، والأحساء منتجعاتها في النخيل، والهيئة جاهزة لتمويل المنتجعات في المزارع التي لا تتعدى أكثر من 10% تقريباً مع التصميم المعماري». وتجول الأمير سلطان بن سلمان في أرجاء المهرجان يرافقه أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، والمشرف العام على مركز التراث العمراني في الهيئة الدكتور مشاري النعيم، ومدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة، وشاهد عرضاً من ألوان الفنون الشعبية، ومشاهد ترحيبية مصاحب للألعاب الشعبية، وتجول في دكاكين الحرف اليدوية، والبيت الأحسائي القديم، والمزرعة الأحسائية.