دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز - رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني - أهالي الاحساء جميعاً إلى أن ينظروا لموضوع تسجيل الأحساء في اليونيسكو كبداية، وأن هذا المشروع ليس للأمانة وليس للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولا لجهات حكومية، وإنما لجميع مواطني الأحساء، وهذا إذا تم بخير سيكون اعترافا دوليا بالقيمة الثقافية الكبيرة للأحساء، ونحن نعرفها ونعترف بها، إلا أن تسجيلها دولياً مهم لنا جميعاً، وهو وفاء للأحساء وليس طلبا على مستوى اليونيسكو، وهو فاء لأهالي الاحساء الذين حافظوا على تراثهم، والمطلوب منا جميعاً أن نأخذ هذا التراث لمستقبلنا. جاء ذلك خلال زيارة سموه، يوم أمس، لمهرجان «الأحساء المبدعة» للحرف اليدوية والفنون الشعبية، والذي تنظمه أمانة الأحساء بموقع الفريج التراثي، واطلع سموه خلال جولته في اركان المهرجان على ألوان الفنون الشعبية ودكاكين الحرف اليدوية، والبيت الأحسائي القديم، والمزرعة الأحسائية، كما شاهد سموه عروضا ومشاهد ترحيبية مصاحبة للألعاب الشعبية. وقال سموه: «إن الأحساء مبدعة طوال تاريخها المجيد مع دولتنا، ولها مواقف في التاريخ المشرف، وسارة السديري والدة الملك عبدالعزيز ولدت في الاحساء، ونشأت مع والدها الأمير أحمد السديري - رحمه الله-، ولذلك نحن نعتز بالعلاقات الأسرية في الاحساء، وأخوالها هنا في الاحساء، وأهل الاحساء مواطنون صالحون، والدولة ولله الحمد لم تر منهم إلا الخير، وإن شاء الله ما يرون إلا الخير من هذه الدولة التي هي دولتهم، واليوم الاحساء مبدعة».. مضيفا: «نحن نعمل تحت مظلة توجيهات أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، الذي أبلغته بقدومي للأحساء فسألني: تأمر بشيء؟ فقلت له لا أستطيع أن آمر بشيء وهؤلاء الرجال أهالي الاحساء في استقبالي، وسمو الأمير بدر بن جلوي محافظ الأحساء له كل الشكر والتقدير». وفي معرض إجابة عن سؤال حول تقديم ملف الأحساء لليونيسكو، أجاب سمو الأمير سلطان: ملف الأحساء قدم لليونيسكو، والحمد أنه قبل من ناحية اكتماله، وهذا يعود بفضل الله إلى الفريق المميز، المشترك بين الهيئة والأمانة والمحافظة وأهالي الاحساء ومثقفيها، وستكون في 12 أبريل الجاري (أي بعد عشرة أيام تقريباً) ورشة عمل كبيرة تتعلق بالانضمام لليونيسكو، وأهالي الاحساء مدعوون لها، ونريد كل أهالي الأحساء أن يملكوا هذا المشروع إن شاء الله، وهذا المشروع سيكون تحت مظلته مشاريع كثيرة قادمة لتطوير الأحساء وتطوير مساراتها والمحافظة عليها. وعن تسويق حرف الاحساء، أجاب سموه: لدينا برنامج (بارع)، وهو برنامج كبير. وبرنامج بارع يركز على الاحساء تركيزا كبيرا جداً، وستكون هناك نتائج كبيرة جداً، والدكتور فيصل الخميس المدير الجديد لبارع سيأتي للأحساء ويزور الحرفيين وسيشارك في الورشة المتعلقة باليونيسكو، ونحن نريد أن ننقل الحرفيين إلى التميز، وأن يستمر تميز القدامى عبر الأجيال، وأن تكون هناك قنوات تسويق ومبيعات، والحرف في دول العالم صناعة اقتصادية وليست لشخص فقير أو شخص عاجز، وأصبح لدينا في المملكة برنامج مشترك مع أرامكو وشركة توتال ب 100 مليون دولار أي حوالي 375 مليون ريال سعودي، وهذا البرنامج أقرض حوالي 28 -30 شركة جديدة، ونريد أن يكون هذا البرنامج وأن يقرض في الاحساء، وعندنا نقطة انطلاق ممتازة في الاحساء وهي متمثلة في أهالي الاحساء أنفسهم، فكل شيء تريده أو كل خير وكل ابداع ستجده هنا في الاحساء، فإن نجحنا كهيئة عامة للسياحة فهو نجاح لأهالي الاحساء وإن فشلنا فنحن الذين فشلنا في الهيئة. وفيما يتعلق بمطالبة الحرفيين لتحويل الموقع المقام عليه مهرجان الاحساء المبدعة ليصبح دائما وليس مؤقتا، قال: أنا أتيت بدعوة من أمين الاحساء، والحقيقة أمانة الاحساء مميزة في كل مسار كالمشاريع وغيرها، وفي مجال التراث فهي أول أمانة من أمانات المدن تعلن عن إنشاء إدارة خاصة للتراث، وهي الأمانة التي عملنا سوياً معها لتطوير منطقة وسط الهفوف، وإعادة بناء سوق القيصرية، فالأحساء لها اليوم هوية، فمن يريد اليوم أن يجعل الأحساء بدون هوية؟! وفي رد سموه عما ستقدمه الهيئة للأحساء عقب انضمامها مستقبلاً لليونيسكو في مجال التراث العمراني، أجاب سموه: الهيئة واحدة من الجهات الكثيرة التي تعمل تحت مظلة مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية برئاسة سمو أمير المنطقة الشرقية، وتحت مظلة مجلس التنمية السياحية في الاحساء، والهيئة قدمت مشروع العقير وهو متوقف حالياً، ولا يزال المستثمرون ينتظرون صدور قرار إنشاء شركة العقير، وهو بالنسبة لنا أهم مشروع، مع مشروع تطوير المنطقة المركزية في الاحساء وتطوير جبل القارة، وإزالة بعض التشوهات، وتطوير المنتزهات، وأيضاً ترميم بعض المساجد كمسجد الجبري وإعادة بناء مسجد الإمام فيصل بالكامل، وأيضاً المنطقة التاريخية. واستدرك سموه: لا أتخيل الأحساء بدون مزارع، وجدتي حصة بنت أحمد السديري أم والدي لها مزرعة في الاحساء، ووالدتها من اسرة «النويران»، ولي عودة لأتفقد النخيل.