حينما يرتكب المراهق جرماً يستحق عليه العقوبة فتكون تلك العقوبة السجن لمدة خمس سنوات أو أكثر. فماذا سنجني من تلك العقوبة؟ خاصة إذا تعرض هذا المراهق في السجن للاغتصاب أو التعذيب النفسي وتحولت آدميته إلى مشاع لكل من ليس له ضمير ليعيث فيها فساداً. المراهق الذي قد تجرفه الصحبة الفاسدة لطريق سيئ فيتعاطى المخدرات أو يقترف جرم السرقة أو الاعتداء على آخرين، وفي خلفية ذلك المراهق حياة أسرية مفككة أو ترف زائد عن الحد أو تدليل مفرط. ذلك المراهق الذي فقد الصحبة الصالحة والتوجيه المتزن فلم يعرف كيف يخطط لحياته وكيف يستغل أوقاته وكيف يكون لحياته هدف محدد ماذا تنظر منه سوى الانجراف حول أي أمر يملأ فراغه. ذلك المراهق عندما نحكم عليه بعقوبة كالسجن ويعيش فترة من الزمن بين المجرمين وأصحاب السوابق فكيف لنا أن نجعل منه إنساناً سوياً؟ . لاننفي بأن يكون هناك عقوبة لكنها قد تكون في خدمة الآخرين وخدمة نفسه. على سبيل المثال تحديد ساعات معينة بمقدار سنة أو أكثر حسب نوع الجرم ليتم قضاؤها كلية في الخدمة الاجتماعية في أماكن متفرقة. وبهذا نوجه هذا المراهق ليكتشف أخطاءه بنفسه ويصلح من ذاته. لايهمنا في عقوبة المراهق أن تكون كأي عقوبة أخرى لأن هذه السن من أخطر السنوات في حياة أي مراهق سواء فتاة أو فتى، لكونها فترة هشة غير متزنة ويمكن أن يكون فيه الخطأ مبرراً ومن السهل علاجه. لهذا أتمنى كما يتمنى غيري من العقلاء أن تكون هناك أنسنة في العقوبات تتناسب وخلفية صاحبها.