وراء القضبان وخلف الأبواب المغلقة قلوب تئن وعيون تدمع حسرات وندماً. ذكريات الذل والتشرد وقصص الخوف والرعب في مستنقعات المخدرات. يتذكر الأهل والأقران . وخلف الظنون .. يسأل نفسه عن عواقب إتباع أقران السوء .. وعقوق الوالدين .. وهو يقول رب ارحمني .. فاعتبروا يا أولي الأبصار .. سلسلة حوارات صحفية .. من وراء القضبان تنقلها لكم صفحة الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمن وقعوا في دائرة الضياع وعالم المخدرات. وكان هذا الحوار : الاسم : ف . خ الحالة الاجتماعية: أعزب العمر:26 القضية :تعاطٍ/ ترويج . * كيف كانت بداية المشكلة ؟ - قصدك الكارثة .. فقط هدية من قريب وشيطنة مراهقة لأستمر بالتعاطي ثم بالترويج . * كم كانت مدة تعاطيك ؟ - عشر سنوات وكانت البداية في الصف الثاني ثانوي . * وأين دور الأسرة من ذلك ؟ - أسرتي موجودة ومحافظة وتنبذ كل أمر يخالف الشريعة والأدب، ولكن كانت لا تعلم عما افعله إلا بعد سجني بالعام نفسه الذي تعاطيت فيه. وكانت صدمة ومع ذلك احتضنوني بعد خروجي ونصحوني بكل الطرق وقدموا كل شيء من اجل تعديل سلوكي ولكن كنت لا أُبالي وسرعان ما أعود للسجن. * كم مرة دخلت السجن ؟ - أكثر من مرة. * وماهي المادة التي كنت تتعاطاها؟ - الكبتاغون. * كم لك الآن داخل السجن ؟ - سنة * وماهي محكوميتك ؟ حكم علي بالقصاص وبُلغت بالحكم وتم رفعها للتمييز وأنتظر التنفيذ. * السبب؟ - التعاطي والترويج المتكرر وربط المحاضر السابقة ببعض. * لماذا لم تستفد من تجربتك الأولى بالابتعاد عن هذا الطريق ؟ حزب الشيطان كان أقوى واللامبالاة بالحياة. جعلتني أواصل إجرامي. * هذا اعتراف منك بأن الترويج إجرام ؟ - نعم الترويج إجرام بحق الآخرين والتعاطي إجرام بحق نفسي وأنا جمعت بين الاثنين . * هل لك اشقاء ؟ - نعم ثلاثة أكبر مني وسلوكياتهم حميدة،وقد نصحوني أيضا بما فيه الكفاية بالابتعاد عن هذا الطريق ولكن دون جدوى . * هل قام أحد بزيارتك من الأهل والأصدقاء؟ - فقط إخوتي أما والدي ووالدتي فرفضا زيارتي بسبب أعمالي المشينة وما سببته لهم من مشاكل لعدم طاعتي لهما وسماع نصائحهما المتكررة . * هل من مواقف مررت بها أثناء التعاطي ؟ - كثيرة ومنها رفع صوتي على والدي وخروجي من المنزل بالأشهر، وكذلك عندما أذلُّ نفسي للمروِّج ويفرض على الترويج والتهديد مقابل حصولي حبة مخدر عوضا عن قيمتها. * ألم يكن لديك خلفية عن القصص والمآسي جراء التعاطي ؟ - لم أكن اعلم في بداية الأمر لصغر سني وجهلي وأول من أهدى لي تلك الحبة صديق ليس عدوا وهو ابن خالتي، واستمررت بعدها حتى وصلت لمرحلة الاعتماد عليها وترويجها . * أين هو الآن ابن خالتك ؟ - في أحد المصحات يعالج من أعراض نفسية بسبب الإدمان . * هل تعلم بأن عقوبة مهرب المخدرات بالمملكة القتل، لما تسببه من فساد عظيم في البلاد ؟ - من خلال الحلقات الدينية والمحاضرات داخل السجن عرفت الأحكام الشرعية عن تلك العقوبات . * وهل تعلم بأن هناك من تم تنفيذ حكم القتل فيه بسبب الترويج ؟ - نعم وكان هناك نزلاء اعرفهم تم تنفيذ حكم القتل بهم بسبب السوابق والترويج. كمية من حبوب الكبتاغون المهربة داخل الإطارات * ولمَ لم يكن لك بالقصاص حياة ؟ - سيطرت سموم المخدرات على عقلي هي الغالب لتقودني إلى ساحة تنفيذ القصاص. * ألم يكن للسجن دور في إصلاحك من خلال دخولك المتكرر ؟ - فقط عندما أكون بداخله تجدني من المحافظين على الصلاة في أوقاتها وحضور حلقات الذكر والمشاركة بالدورات المهنية وكان الهدف لتقضي على مدة الحكم وأنا بقرارة نفسي على موعد لمواصلة الترويج والتعاطي بعد الخروج . ولكن الآن عن قناعة بدأت بحفظ القرآن وملتحق بدورات داخل السجن مثل الحاسب والنجارة. * ما فائدتها هذه الدورات وأنت تنتظر حكم تنفيذ القصاص ؟ - يا أخي يبقى الأمل بالله سبحانه حتى آخر لحظه من الحياة ولا يأس من رحمة الله. * يا ترى ماهي محطة الندم في حياتك ؟ - تعاطي المخدرات. * ماذا أعطتك المخدرات ؟ - المرض والقلق والهم والخوف والذل. * وماذا أخذت منك ؟ - حياتي التي قدمتها هدية لها وأنا في ريعان الشباب. * تفكيرك وهاجسك اليومي ؟ - ساعة تنفيذ الحكم. * كلمه أخيرة ؟ - فرج من الله الواحد الأحد، أو أن يكون حد السيف تطهير لي لما اقترفته من ذنوب.