قالت الشرطة الاتحادية العراقية إن القوات الحكومية التي تقاتل تنظيم داعش من أجل استعادة الموصل سيطرت على جسر رئيس على نهر دجلة أمس، وتقدمت صوب الجامع الكبير الذي أعلن منه زعيم التنظيم قيام دولته عام 2014، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء. وبالسيطرة على الجسر الحديدي الذي يربط القطاع الشرقي من الموصل بالمدينة القديمة على الجانب الغربي يصبح تحت سيطرة الحكومة ثلاثة من خمسة جسور تربط ضفتي نهر دجلة ما يعزز تأكيدات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن المعركة تقترب من مراحلها الأخيرة. وقال بيان للشرطة إنها ووحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية سيطرا على الجسر. وتحققت هذه المكاسب بعد معارك شرسة اشتبكت فيها القوات من شارع لشارع مع خصم يستخدم الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة ونيران القناصة والطائرات بلا طيار التي تسقط قنابل للدفاع عما كان ذات يوم معقله الرئيس. وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية «قواتنا تتقدم بثبات باتجاه الجامع الكبير ونحن الآن نبعد أقل من 800 متر من الجامع». وخسارة الموصل ستمثل ضربة كبيرة لتنظيم داعش الذي كان يعتبر المدينة عاصمته الفعلية منذ أن أعلن أبو بكر البغدادي نفسه خليفة على أراض في العراق وسوريا من جامع النوري أو الجامع الكبير في يوليو عام 2014. والسيطرة على الجامع ستمثل انتصاراً رمزياً كبيراً ومكسباً فعلياً. ولكن ربما تكون هناك أيام صعبة كثيرة مقبلة قبل أن تتمكن القوات الحكومية من إحراز تقدم في الشوارع والأزقة الضيقة بالمدينة القديمة. وزرع مقاتلو داعش ألغاماً في منازل كما ستقاتل القوات الحكومية أيضاً وسط مدنيين مما يدفعها لاستبعاد الاستخدام الواسع للدعم الجوي ونيران المدفعية. وتحدث صحفيون ومقاتلون عن اندلاع قتال شرس أيضاً أمس حول متحف الموصل. وفجر التنظيم سيارة ملغومة قرب المتحف، وهاجمت طائرات هليكوبتر المنطقة بنيران المدافع الرشاشة والصواريخ. في بغداد قال العبادي «داعش أصبحت يوما بعد يوم تحاصر في منطقة ضيقة، اعلموا أن الدواعش محاصرون فى أيامهم الأخيرة». وحذر في مؤتمر صحفي ليل الثلاثاء مقاتلي التنظيم من أنهم سيقتلون إن لم يستسلموا. وأضاف «العائلات المدنية للدواعش نحافظ عليهم من غير المقاتلين، نحمى العائلات وما نتعرض للعائلات ولكن إرهابيي داعش نقتص منهم. «إذا تم اعتقالهم نحيلهم إلى المحاكمات العادلة وإذا تمت المواجهة يقتلون». وقال ضباط عراقيون إن الأحوال الجوية الملبدة بالغيوم عطلت التغطية الجوية صباح أمس. وقال قائد الشرطة يونس الجبوري إن القوات تتقدم لكن بصعوبة بسبب الأحوال الجوية. وتابع أن القوات على أطراف المدينة القديمة وهناك كثير من المتاجر والمرائب والأسواق وكثير من السكان والشوارع والأزقة الضيقة، مضيفا أن الهجوم يستغرق وقتا لأن تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم كثيرا من المدنيين كدروع بشرية. وما زال هناك ما يصل إلى 600 ألف مدني هم محاصرون مع المتشددين داخل الموصل.