تحولت انتخابات الرئاسة في مصر إلى ما يشبه «المُولد» حيث تجاوز عدد المتقدمين للترشح 470 مواطناً بعد مرور خمسة أيام فقط من فترة سحب استمارة الترشيح، وهو ما اعتبره سياسيون إهانة للمنصب الرفيع ولفكرة التعددية والديمقراطية التي كان يحلم بها المصريون. وحذر السياسيون من عواقب تقدم أعداد كبيرة من المرشحين في سباق الرئاسة، ووصفوا ما يجري حاليا ب «فوضى ستؤدي لتفتيت أصوات الناخبين وستؤثر سلبا على مشهد الاستحقاق الرئاسي». واستهوى منصب الرئيس، إلى جانب السياسيين المعروفين، الكثير من المغمورين والبسطاء، مثل صاحب مقهى وحفار مقابر وخادمة وإمام مسجد وحلواني، وتحول الأمر إلى مثار سخرية، فأطلق ناشطون مصريون نكاتا من بينها أن التليفزيون الرسمي سيعلن أسماء من لم يتقدموا للترشح لرئاسة الجمهورية، واقترح آخرون تقليل عدد مرشحي الرئاسة عبر ترشح اثنين من بناية سكنية واحدة، فيما ذهب البعض إلى القول إن كل من لا يرشح نفسه للرئاسة سيتم تغريمه 500 جنيه. بدوره، اعتبر مؤسس حزب غد الثورة والوصيف في آخر انتخابات رئاسية في مصرعام 2005، أيمن نور،أن كثرة عدد المرشحين لمنصب الرئيس مقصودة، واتهم النظام الحالي بفتح ثغرة قانونية في إجراءات سحب استمارة الترشح للرئاسة لإهانة فكرة التعددية والديمقراطية فضلا عن إهانة المنصب ذاته. أما المرشح الرئاسي المحتمل، محمد سليم العوا، فأكد أن قلبه يمتلئ بالسعادة كلما زاد عدد المرشحين للرئاسة، لأن ذلك يعكس، في رأيه، أن الوعي السياسي بدأ يغمر المصريين. من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، إن زيادة عدد المرشحين جاءت نتيجة لحالة الفوران السياسي في المجتمع بعدما زالت قيود الترشح التي كان نظام الرئيس السابق حسني مبارك يفرضها. واستبعد «نافعة» أن يؤدي زيادة عدد المرشحين إلى تفتيت أصوات الناخبين، موضحاً أنه لكي يصبح الترشح نهائيا لابد من الحصول علي موافقة ثلاثين عضوا منتخباً من أعضاء مجلسي الشعب و الشورى أو ثلاثين ألف توكيل من المواطنين موثق من مصلحة الشهر العقاري. وفي سياقٍ متصل، أعلنت حركة «الشعب يريد» اتفاقها مع بعض الحركات والقوى السياسية ومجلس قيادة الثورة على إعلان بطلان انتخابات رئاسة الجمهورية إذا تمت في ظل استمرار العمل بالمادة 28 من قانون انتخابات الرئاسة.وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة خالد سعيد «تفاءلنا بانتخابات البرلمان، لكن أصبنا بصدمة شديدة بعدما تأكد لنا أن هناك صفقة بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين خلال المرحلة الحالية، لذلك قررنا كحركة الإعلان عن بطلان انتخابات الرئاسة لأن غالبية الثوار يرفضونها». 470 مرشح للرئاسة خلال خمسة أيام (تصوير: أحمد حماد)