تدور تكهنات كثيرة في الوسط الأدبي والثقافي عبر لقاءاتهم وحواراتهم، حول مستقبل الأندية الأدبية وفق المتغيرات والمعطيات الثقافية، وقد تجددت آمالهم وتحققت نبوءاتهم، بعد أن جاءتنا الأنباء بما يُبهج ويسر حول اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بالعمل على تفعيل الإجراءات الفورية لانتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، التي طال أمر تجميد أوضاعها، بما يقلق الأدباء وتذهب بهم ظنونهم وتكهناتهم بعيدا. التمديد لمجالس إدارات الأندية لمدة ستة أشهر، لتستمر عاما إثر عام بعد انتهاء الفترات النظامية، جاء الفرج وقد توافقت الرؤى والآراء بين وكالة الوزارة ورؤساء الأندية الأدبية، كما صرح رئيس نادي جدة الأدبي د.عبدالله السُّلمي، مؤخرا، حيث سيتم بناء على ذلك إجراء انتخابات جديدة لمجالس إدارات الأندية، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأكد أنهم حريصون على العمل الوحدوي للأندية بما يضمن الشراكة العملية في الرؤى والأفكار والمقترحات ويحقق نقلة نوعية في عمل الأندية الأدبية انسجاما مع رؤية التحول الوطني 2030. وما نتمناه حقا أن نتجاوز الأخطاء والسلبيات في الانتخابات القادمة، واعتماد التوجه لاختيار نسبة لا تزيد على النصف من الأعضاء بالتعيين من قبل الوزارة باختيار أدباء ومثقفين لهم تجاربهم وخبرتهم وتفاعلهم في الحراك الثقافي والأدبي. في الوقت الذي نأمل به في انتخابات ناجحة وصحيحة يُتاح فيها للأدباء والمثقفين اختيار عناصر جديدة تتولى إدارة الأندية وقيادة مسيرتها، والعمل على تحقيق أماني وطموحات المثقفين،أتذكر ذلك المساء،يوم الإثنين الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1395ه، حين شهد متنزه كيلو عشرة أول انتخابات فعلية لاختيار أول مجلس إدارة «نادٍ أدبي» في المملكة يخص أدباء جدة، دعا لذلك العرس الأدبي البِكْر الأستاذان محمد حسن عواد وعزيز ضياء. وفاز فيها، بالحصول على الأصوات الأكثر، إضافة إلى صاحبي فكرة النادي الأدبي والداعيين لأول انتخابات أدبية الأدباء: محمد علي مغربي، عبدالله الفيصل، محمود عارف، حسن القرشي، عبدالفتاح أبومدين، عبدالله الحصين، عبدالله مناع وسعود بن سعد بن عبدالرحمن. وقد انسحب بعد الانتخابات كل من الأستاذ المغربي ود.المناع. تجددت التجربة وكانت الأخيرة حتى عام 1436ه، فبعد وفاة مؤسس النادي وصاحب هذه التجربة الفريدة الأستاذ العواد، شهد الوسط الثقافي والأدبي في جدة التجربة الثانية للانتخابات، وقد شهدتها قاعة محاضرات الإدارة العامة للتعليم، وأشرفت عليها الإدارة العامة للأندية الأدبية وذلك في 15 محرم 1401ه، وحصل الأستاذ الإذاعي والشاعر الراحل مطلق الذيابي على أعلى الأصوات، ليصبح رئيسا للنادي، لكنه تنازل عن المنصب للأستاذ حسن القرشي الحاصل على أعلى الأصوات بعده، وتشكل المجلس بالانتخابات من الأدباء د.عبدالله الزيد، أحمد المبارك، مطلق الذيابي، عبدالفتاح أبو مدين، عبدالهادي الفضلي، الشريف منصور. وكنت سكرتير لجنة تلك الانتخابات، ولا يحق لي دخول الانتخابات، لكن وبناء على قرار مجلس الإدارة المنتخب وبموافقة سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- عينت أمينا لسر مجلس إدارة نادي جدة الأدبي.