أربعون عاماً من العطاء الثقافي وخدمة الأدب.. أربعة عقود تؤرخ لمنبر تغيرت على صداه ملامح المشهد الثقافي.. في احتفالية تاريخية.. احتفل الأدباء بميلاد عميد الأندية الأدبية.. يعود بنا التاريخ لليوم الذي شهدت فيه مدينة جدة أول لقاء اجتمع فيه أكثر من ثلاثين أديباً ومثقفاً ومحباً للثقافة والأدب في مدينة جدة في 23 جمادى الأولى عام 1395 ه، في يوم كانت فيه جدة على وشك تحقيق حلم ثقافي كبير، اجتمعت له تلك النخبة من الأدباء والمثقفين، في اجتماع دعا إليه الأديبان الكبيران محمد حسن عواد وعزيز ضياء، بعد عودتهما من الرياض وفي يديهما الإذن من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، بتأسيس نادي جدة الأدبي، وفي متنزه يشتهر بلقاء الصفوة من المفكرين والأصدقاء والأحبة في كازينو كيلو عشرة بطريق مكة، حيث يحلو السمر وتحلو الأوقات، انتظم عقد في أول انتخابات أدبية تشهدها مدينة جدة لاختيار أول مجلس إدراة لنادي أدبي رسمي يتم تأسيسه ضمن منظومة الأندية الأدبية في المملكة. لم يكن العمل بهذه الآليات غريباً ولا مفاجئاً، وقد اعتقد البعض،حين جرت انتخابات نادي مكة بعد مرور ثلاثين سنة على انتخابات نادي جدة الأولى،أنها المرة الأولى في تاريخ الأندية أن تحدث هذه الانتخابات، وهذا غير صحيح ، فلائحة الأندية الأساسية، صدرت بعد تأسيس الأندية الأدبية الستة، ولكنها ظلت معطلة منذ انتخابات نادي جدة الأدبي الأولى التي جرت عام 1395 ه، وذلك بحضور كبار الأدباء في جدة، ومن بينهم،العواد، عزيز ضياء، الأمير عبدالله الفيصل، الزمخشري، المغربي، محمود عارف، القرشي وغيرهم. وانتخبوا أول مجلس إدارة لأدبي جدة، وهذا ما يجعله عميد الأندية الأدبية في المملكة وأول الأندية، التي فعلت أهم بنود لائحة الانتخابات للأندية بحضور جمعية عمومية من الأدباء والمثقفين والإعلاميين المنتسبين. وضمت قائمة الذين رشحوا أنفسهم لدخول أول مجلس إدارة الأساتذة حسن القرشي، محمود عارف، محمد علي مغربي، عبدالله الحصين، عبدالله مناع، الأمير عبدالله الفيصل، الأمير سعود بن سعد، عبدالفتاح أبومدين، ومن الحقائق الغائبة أن الأمير عبدالله الفيصل لم يدخل أول مجلس إدارة، حيث حقق الأمير سعود بن سعد (فتى الشاطئ) أصواتا أكثر، فكان من بين التشكيل الأول لمجلس إدارة نادي جدة الأدبي. يؤكد الأدباء أنه لولا حماسة أمير الشباب والأدب الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله -، وارادته وايمانه القوي برسالة الأدب وقدرته الفائقة على التأثير في المجتمع، لما كان للأندية الأدبية وجود، ولما حدثت الطفرة الأدبية والثقافية، بشكل متلازم مع الطفرة الاقتصادية والحضارية في الثمانينيات الميلادية، حيث ازدهرت الحركة الأدبية وتطور المشهد الثقافي، بما شهدته الحركة الأدبية في المملكة من تطور وما حدث فيها من متغيرات وإنجازات ثقافية، ولهذا فالأدباء يشيدون بمبادرة نادي جدة الأدبي بتكريم الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله – في الاحتفالية بأربعينيته. وإذا أردنا أن نرصد انطلاقة الحركة الأدبية الحديثة، فإننا لابد أن نبدأ بقراءة ملامح تاريخ نادي جدة الأدبي وانطلاقة مسيرته.