قدر اقتصاديون أن منطقة جبل غار حراء حال تطويرها واستثمارها يمكن أن تحقق دخلا سنويا يبلغ نحو سبعين مليون ريال. وقالوا ل«الشرق» إن التطوير المنتظر من شأنه أن يوفر نحو مائتي فرصة عمل لأبناء العاصمة المقدسة. وأفاد الإعلامي الاقتصادي جمال بنون ل«الشرق» أن استثمار المنطقة سياحيا واقتصاديا يخلق عديدا من الفرص الوظيفية للشباب، مطالبا بإنشاء سلالم أمنه وتعبيد الطريق بما يؤدي إلى تحريك القطاع السياحي الذي سيحرك قطاع الخدمات من سيارات وفنادق توفر كثيرا من فرص العمل وتؤدي إلى زيادة نسبة الزوار للجبل. وقال: لو تمت إعادة تنظيم الأماكن السياحية والأثرية والدينية في مكةالمكرمة وخاصة غار حراء، ستكسب الدولة سبعين مليون ريال سنويا، إذ سيقوم الزائر بدفع عشرة ريالات على الأقل في رحلة الصعود للجبل من ماء وطعام واستراحات وخدمات. وأضاف أن الاهتمام يبدأ من أسفل الجبل بتوفير رجال أمن ومركز للهلال الأحمر ومصورين ومرشدين يقومون بمرافقة الزوار مقابل مبلغ مالي بسيط الأمر الذي سيساهم في تشغيل عدد من خريجي قسم اللغة والشريعة والتاريخ وغيرهم. من جانبه، طالب عضو جمعية الاقتصاديين السعوديين عبد الحميد العمري، بإجراء دراسة شاملة لتطوير منطقة الغار والاستفادة منها، كونه مشروعا ينشئ عددا من المشروعات المرتبطة به، كما سيطور البنية التحتية لمكةالمكرمة، وسيزيد من حجم الزيارة سنويا. وتوقع أن يؤدي تطوير المنطقة إلى رفع مستوى الاقتصاد من 11% إلى 15 %، وخلق فرص عمل في قطاع السياحة لخريجي الأقسام الأدبية والعلمية كونه سيحتاج إلى مهندسين وخبراء آثار وعلوم دينية ولغات. وأكد العمري عدم تأثر هذا المشروع بالعوامل الاقتصادية والأزمات كونه مرتبطا بأداء شعيرة، وعدد الحجاج والمعتمرين، مشيرا إلى أن الطلب سيكون قويا ولكنه يعتمد على العائد على الاستثمار والتكلفة. بدوره لفت أستاذ الآثار في جامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي، إلى أهمية استثمار الغار وتطويره لتنمية الشعور الديني والاهتمام بتاريخ الأمة الإسلامية، وخاصة سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وما يرتبط بها من أحداث ومنها حادثة الغار . منوها إلى أن للآثار وظيفة مهمة جدا في ربط المجتمع بذاكرته التاريخية كما أنها محتوى مادي وعملية الرصد تكون مادية ونفسية وفكرية. وأشار إلى أن الاهتمام بالجانب السياحي لا يحقق مردودا ماليا فقط، بل ومردود تربوي وثقافي وإبداعي، مفيدا أن استثمار غار حراء هو مشروع حضاري أكثر منه اقتصادي. يذكر أن غار حراء يقع شمال مكةالمكرمة، على بعد أربعة كيلو مترات عن المسجد الحرام، بارتفاع 634 مترا . زوار يصعدون إلى غار حراء