شدد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور توفيق السديري، على أهمية دور قادة المؤسسات الدينية في استعادة الخطاب الديني من المتشددين وأنصاف المتعلمين، معتبراً أن الأخيرين أساءوا إلى تعاليم الدين السمحة ووُجِّهوا نفعياً ومصلحياً بعيداً عن العلم الشرعي القويم. ودعا نائب الوزير، لدى مشاركته في مؤتمرٍ للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، إلى تكاتف الجهود سياسياً وفكرياً وأمنياً ودينياً للتصدي للفكر المنحرف. وأشار إلى تجربة المملكة في مواجهة الإرهاب. وذكر أنها كانت من أوائل الدول التي اكتوت بالإرهاب، لذا "أسهمت في كثير من التحالفات الدولية وإنشاء المراكز في الداخل والخارج لمواجهته كالتحالف الدولي ضد الإرهاب ودعم إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب". وأكد الدكتور السديري أن الوزارات والهيئات السعودية المعنيّة تنفذ استراتيجيات وتتبنى حملات ضد الإرهاب "ومنها حملة السكينة التي أسهمت في عودة كثيرٍ من الآلاف الحاملين للفكر المتطرف من داخل وخارج المملكة؛ وأسست لثقافة السلام ومواجهة الإرهاب". إلى ذلك؛ نوه نائب الوزير بالتعاون بين المملكة ووزارة الأوقاف والأزهر ودار الإفتاء في مصر، إضافةً إلى الاستفادة من الخبرة المصرية في هذا الصدد. وانطلقت، أمس في القاهرة، الجلسات العلمية للمؤتمر الدولي ال 27 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، برئاسة وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد جمعة، ومشاركة مسؤولين من دولٍ عدة. ورأى وزير الثقافة المصري، حلمي النمنم، أن "العرب والمسلمين حول العالم أكثر ضحايا الإرهاب". وقال في كلمته خلال الجلسة الأولى "من يرجع إلى قوائم الضحايا يتأكد من ذلك" و"الغرب ادّعى أن الإرهاب ينتج عن غياب الديمقراطية في المجتمعات العربية، وهذا ليس صحيحاً فهناك جماعات إرهابية في المجتمعات الأوروبية التي تتمتع كما يقولون بالحرية والديمقراطية، كما أنهم اتهموا الإسلام بأنه يعزّز الإرهاب، والواقع أن المسلمين ضحايا له، والإسلام بريء منه". ووصف النمنم الإرهاب ب "ظاهرة عالمية معقدة ومركبة"، وشدد "لا يجوز أن يتحمل المسؤولية عنها طرف واحد"، لافتاً إلى "إصرار عربي على مواجهتها حماية للأوطان العربية ولشعوبها". بدوره؛ لاحظ وزير الأوقاف الجزائري، الدكتور محمد عيسى، أن أكثر المغرّر بهم من الإرهابيين يعانون من الجهل بالدين "ما يقع بالعبء على قادة الإعلام والثقافة والدين في التوعية من مخاطر الإرهاب ونشر الدين الصحيح والتحاور بالحسنى والعقل دون تعصب". في الوقت نفسه؛ طالب نائب رئيس المجلس البحريني الأعلى للشؤون الإسلامية، الشيخ عبدالرحمن آل خليفة، النخبة العربية والإسلامية في مختلف المجالات بتبادل الرؤى والبحث لنشر قيم الأمن والسِلم، مشدداً على أهمية دور القادة السياسيين والدينيين في نشر ثقافة مكافحة الإرهاب. أما مفتي مدينة كوموتيني شمالي اليونان، الشيخ ميتسو جمال حافظ، فأشار حاجة الجاليات الإسلامية في الغرب إلى تعاليم الدين الصحيح بعيداً عن أي تشدد، مُحمِّلاً قادة الدين الإسلامي المسؤولية عن توضيح سماحته.