* يا من علمتنا الصبر.. لم نجد على فراقك صبراً..! * شهرٌ وعدة أيامٍ مرت على رحيلك «يا عبدالله».. وما زلتُ في حالٍ بين الإقرار والإنكار.. وعلى الرغم من التسليم بقضاء الله وقدره إلا أنّ روحي تتحايل على حقيقة الموت وحتمية الفقد ببعض الأمل بأن كل ما حدث مجرد حلمٍ أو وهم وأنك في رحلة سفرٍ قصيرة وستعود يوماً لمن ينتظرك حباً وشوقاً فليس من عادتك أن تباغت من يحبك بهذا الغياب بلا وداعٍ ولا موعدٍ للرجوع..! * حينما ودعتك للمرة الأخيرة.. ليتني قبّلتك أكثر.. ضممتك أكثر.. احتضنتك أكثر.. لعلي أتزود بها صبرًا في رحلة الفقد الطويل.. ولا صبر..! * آه يا حبيبي كم أفتقدك.. كم أشتاق لحديثك.. لضحكاتك.. لمناوشاتك.. كم أشعر بالوحدة في غيابك.. وكم أنا نادمٌ على كل لحظةٍ مرت بعيدًا عنك.. وكم تأكلني الحسرة على كل عتبٍ أغواني وباعد بيننا حتى ولو لأيامٍ معدودة.. فسامحني يا صديق العمر وتوأم الروح على نزقي وطيشي وغبائي وقسوة قلبي.. حتى وإن كان دافعي الحب والنصح «والميانة».. فلم أعلم أننا سنفترق بهذا الشكل وأنك ستتركني كسيراً ووحيداً في منتصف الطريق..! * يا «أبا يزيد».. سيبقى اسمك كما كان أول اسم في «قائمة الأسماء» في هاتفي ولن أحذفه ما حييت.. لعلي أدعو لك كلما قرأت الاسم.. وإن خذلتني دموعي لأنك لن تجيب على اتصالي كما كنت..! * حبيبي «عبدالله».. نم قريرًا في قبرك.. فلن يخذلك الله الذي يعلم وحده كم كان صبرك ملهماً لنا جميعاً.. وهو سبحانه الكريم الرحيم.. الذي بشّر الصابرين بالأجر العظيم.. وكما وعدناك فلن ننساك من الدعاء في كل صلواتنا وخلواتنا بأن تحفك الرحمات وأن تعلو منزلتك في الفردوس الأعلى من الجنات.. * وداعاً أيها الراحل جسدًا.. المقيم في روحي وقلبي حسًا وحبًا وشعوراً حتى أموت.. وإلى لقاءٍ أبدي – برحمة الله ومشيئته- في جنات الخلود.. * ختاماً أعذرني يا صديقي.. فقد خانتني الكلمات.. وتاهت كل الجُمل.. وكسرت كل الأقلام.. وجفت كل الأحبار.. ولم أجد أبلغ من الدموع لتكتب إليك بعض ما أشعر به بالرغم من رفضك لانكسار من تحب.. لكني لم أكن شجاعاً وقوياً كما كنت تظن..! * سأظل أبكيك وأبكيك يا «عبدالله».. وسأظل أفتقدك للأبد..!