كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في البيان، هي في معرض الحديث الشريف من «رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»، ولا أدري كم من الشروحات يحتاج إليه هذا الحديث ليتضح للمتّبع أحكامه وآدابه وقبل ذلك الحكمة منه، فالعمل بظاهر الفهم قد يؤدي إلى عكس المراد من المفهوم، ولعلي أن أسقط القصد على حالة حماسية يظن صاحبها الصواب ويظن آخرون بأن ضررهم متعدٍ إلى ما هو أكبر من مجرد فهمه القاصر، فبينما كانت فرقة ماليزية فنيّة يغلب عليهم صغر السن يؤدون لوناً من ألوان شعبهم الماليزي المسلم في معرض الكتاب الدولي بالرياض وهم ضيوف شرف المعرض لهذا العام أي ضيوف المملكة العربية السعودية أي ضيوف خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم طالما المعرض برعايته الكريمة، وما إن اجتمع الناس يحيون الضيوف ويبتهجون معهم وإذ بحديث أسنان على حين غرّة كعادة أقرانه من قبل يقتحم مساحتهم ليلقي بأدواتهم مرتعدا من داخله ومن خارجه صوت أكبر من سفاهة حلمه وهو يقول «موسيقى في معرض الكتاب، هذا لا يرضاه الله ولا رسوله «ثم يلقي بأدوات أخرى وهو يقول «فليغيّره بيده»، شاهدتُ ذلك في الفيديو الذي انتشر عنه في وسائل التواصل، ولم أستغرب حقيقة فعلته التي فعل كما لم أستغرب غضب من غضِب منه ولا تبرير من برر له، فنحن على هذا الأمر منذ عقود ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنما لو كان ذاك الغِرّ لا يريد إلا إصلاحا كما يظن لأمكنه لقاء المنظمين من الجهات الأمنية أو التوعوية، ولو قلنا جدلاً بأن هنالك من أخذ بيده جانباً قبل أن يرتكب حماقته وسأله، ما دليلك الثابت على التحريم؟ وماذا تعرف عن معنى فليغيّره بيده؟!، فإن أراد من الجدل فهما أو قيل له: إلا الحماقة أعيت من يداويها، ثم أُمر به لدراسة ترسباته وما قد ينتج عنها في الخفاء إن كان هذا في العلن!.