دعونا لا نستهين بالجمل التي نفتتح بها حديثنا فهي مقياس الأثر الذي نتركه من بعدنا لمدى الجذب الروحي للشخصيات التي تشبهنا! إن العبارة الأولى التي نبدأ فيها كلامنا تحدد نجاحنا من حيث قوة التأثير على المتلقي، ولو استعرضنا الشخصيات المؤثرة والملهمة في المجتمع لوجدنا أنها أبدعت في افتتاحياتها المؤثرة، فمن شروط جذب الأرواح وبث الحياة في أفكارها الراكدة أن تكون عباراتك التي تفتتح بها كلامك: * مبهرة لا فتة ناتجة عن تجربة حية أو قناعة، تعمل صدمة للعقل فيصغي السمع لها. * شاملة للتجربة تدل على الصراع والشخصية والمكان والزمان والحدث وكأنها قصة محبوكة مرتبطة بم يرد بعدها من تفاصيل دقيقة. * مذهلة وجاذبة وفي نفس الوقت حقيقية وهذا هو ذكاء البداية! وقد أعجبني في «سناب» أحد المشاهير تجربته التي بدأها بافتتاحيته الشهيرة( من برج خليفة إلى ثلاجة الموتى). * تنبع منها خصوصية الشخصية ولا تناقضها مثل افتتاحية أحد المؤثرين في تغيير السلوك (الحياة تناديني). * إبهار المتلقي بالمعاكسة، وتفجير اللحظة. إن صياغة افتتاحية مؤثرة تشبه القوانين الفيزيائية يحدد ثبوتها من معطياتها، فكيف تصبح صاحب افتتاحية مؤثرة؟! * لا تبدأ قبل نضج التجربة أوابدأ معها. * كن عكس التوقعات وامنحهم من كيانك الجزء القابل للنمو في شخصياتهم دون أن تخذلهم أو تصدمهم فيك فالأرواح جنود مجندة. * لا يقاس التأثير بطول الحديث أو كثرة الأحداث تذكر أن الكل لا يحبذ الأحاديث الطويلة فاترك الحديث والكل ممتلئ وشغوف به. *لا تكن افتتاحيتك بخيلة زودهم بما يجعلهم يقبلون على حديثك. * لا تجعل افتتاحيتك تخلو من أدوات الاستفهام فجميع المؤثريين أبدعوا فيها فهي ساحرة الأثر وتثير الفضول. * دوما اقرأ للمشاهير أصحاب الافتتاحيات لتعيد النظر في نقطة البدء خاصتك. لأن الفكرة التي تفتتح بها حديثك جزء من روحك تزرعها في جسد المتلقي متى ما تآلفت معه. ببساطة الكاتب أو المتحدث الذي لا يعني بافتتاحيته يشبه الكتاب المكرر الذي يشعرك بالملل ولا يحفزك على إتمام القراءة، وبهذا يخسر أن يكون مؤثراً في المتلقي، هنا أنت لست مجبراً اطرحه جانباً وتناول غيره!.