تنطلق اليوم في جنيف جولة مفاوضات جديدة بين قوى المعارضة السورية ونظام الأسد، برعاية الأممالمتحدة، سعياً للتوصل إلى حل سلمي ينهي ما يقارب السنوات الست من الحرب المدمرة. ويترأس وفد المعارضة المؤلف من 22 عضواً العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري، فيما عين المحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين. فيما يترأس وفد النظام مبعوث سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري. وسيشارك في جولة المفاوضات الرابعة برعاية الأممالمتحدة في جنيف أيضاً وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تعرفان باسمي «منصة موسكو» و»منصة القاهرة». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، أن هناك معوقات عدة أمام المفاوضات، أبرزها فشل تثبيت وقف إطلاق النار المعمول به منذ ديسمبر، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية. وأشار رمضان إلى «فشل روسيا و(محادثات) أستانا في تطبيق الإجراءات التمهيدية التي تشمل وقف الأعمال العدائية والعسكرية وإطلاق سراح المعتقلين ودخول المساعدات» إلى المناطق المحاصرة. ولفت إلى أن «الدول الضامنة لم تنجح في تحقيق تقدم بأي من هذه الملفات، ما سينعكس سلباً على مسار المفاوضات». واستضافت أستانا الأسبوع الماضي جولة ثانية من محادثات السلام السورية برعاية روسياوإيران وتركيا. وكان على جدول أعمالها بند رئيس يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الهش. من جهته، أكد يحيى العريضي، في تصريح للوكالة الفرنسية، وهو أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض، أن «أولوية وقف إطلاق النار» خلال المفاوضات، مضيفاً «لا يمكن إنجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي من دون إنجاز قضية وقف إطلاق النار». وأضاف «حاولنا في أستانا 1 وأستانا 2، لكن الوعود التي قدمت لنا من الضامن الروسي والضامن التركي لم تلقَ ترجمة على صعيد الواقع، وهذا معيق أساس». كما تحدث رمضان عن «عدم وجود توافق أمريكي روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلاً عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس ترامب بشأن سوريا والشرق الأوسط». وقال العريضي في هذا الشأن إن «النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سوريا أو يدمرها»، مضيفاً «مبدأ الكل أو لا شيء هذا يعرقل بشكل أساس أي فرصة أو إمكانية لحل سياسي». وتابع «طالما أن هذه الحالة موجودة فلا أتوقع أي منجزات خيّرة في جنيف إلا إذا كان هناك ضغط دولي ونية حقيقية لدى واشنطن تجاه المسألة السورية». وأضاف «الآمال محدودة، هذا صحيح، لكن لا نعتبر أستانا أو جنيف إلا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة». وستركز جولة المفاوضات الحالية أيضاً على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات. من جهة أخرى، انتقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، استمرار الأممالمتحدة في الوقوف عاجزة عن تنفيذ قراراتها بما يخص إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستمرار فشلها في حماية قوافلها المخصصة لإنقاذ المحاصرين. وذلك إثر تعرُّض قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، يوم الإثنين، للخطف والنهب، أثناء محاولتها الدخول إلى حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، حيث اضطرت القافلة للرجوع إثر قصف نفذه نظام الأسد، لتعترض طريق عودتها ميليشيات تدعى «قوات الرضا»، وهي ميليشيات طائفية تعمل تحت مظلة إيران والنظام، حيث جرى اختطاف عدد من الشاحنات ونهب حمولتها. وطالب الائتلاف في تصريح صحفي بضرورة اتخاذ إجراءات على أعلى مستوى لضمان تنفيذ تلك المهام؛ بما يشمل ضرورة تجاوز جميع العراقيل التي يفتعلها النظام والميليشيات التابعة له للحيلولة دون وصول المساعدات لمن يحتاجونها. كما طالب الائتلاف الوطني الأممالمتحدة بالتحرك الفوري نحو خيار إسقاط المساعدات الإنسانية جواً إلى جميع المناطق المحاصرة، وعدم انتظار أي تنسيق أو تعاون من قِبل النظام، الذي يستمر في منع وعرقلة دخول المساعدات، بالتوازي مع خرقه المستمر الاتفاقات والهدن. فيما تستمر قوات الأسد المحاصرة للحي باستهداف منازل المدنيين بالأسطوانات المتفجرة والمدفعية الثقيلة، كما استهدفت الحي بعشرات قذائف الدبابات والهاون ورشاشات الشيلكا أمس.