وقف الرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية، باراك أوباما، في الرابع من يونيو 2009، خطيباً على منبر جامعة القاهرة وفاءً بوعد منه أثناء حملته الانتخابية، بأن يوجه رسالة إلينا من عاصمة إسلامية في أشهره الأولى. الشخصية الأخرى التي وقفت على ذات المنبر هو أنطونيو غوتيريس الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، وقد أثنى على دين الإسلام والحضارة الإسلامية والقرآن الكريم، وقال: «إن أبلغ ما قيل عن حماية اللاجئين هو ما قرأناه في سورة التوبة، بأن حماية اللاجئين ينبغي أن تُقدم للمؤمنين وغير المؤمنين، فالحماية تقدم للاجئين بصفتهم الإنسانية بغض النظر عن عقيدتهم»، وكان يقصد الآية السادسة من سورة التوبة: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ». جميل أن يستشهد بآية من القرآن الكريم، وقد يكون، في ظننا، أفضل من سابقه، الذي ترك المنظمة الأممية في فوضى عارمة قبيل رحيله، بسبب ضعفه، وربما لسيطرة «الدول الخمس»، لكن اعتلاءه المنبر ذاته خلق لدينا شكاً فيما نظن! بعد خطاب أوباما، طرنا به فرحاً، ولكن ما لبثت أن خابت الآمال بعد أن انكشف على حقيقته، وما دمار عالمنا على يديه إلاّ دليل قاطع إبان سنيّه العجاف، وهذا تفسير ميلنا إلى ترشيح ترامب على الرغم من كل شيء. أمّا هذا الأمين الجديد فلا أظنه محظوظاً، على الإطلاق، فقد ورث تركة محملة ب»الفشلات» والتخاذل في المواقف، وعدم الصرامة في القرارات. لا أتفاءل بالذين يبدأون انطلاقتهم من ديارنا بخطب منمّقة، فيها من الثناء علينا الشيء الكثير، ثم تثبت الأيام العكس. أتمنى أن لا يصبح منبر جامعة القاهرة فأل شؤم على من يأتي إلينا من الغرب!