في 08/ 06/ 2011 م تم إلغاء حفيظة النفوس القديمة التي استبدلت بالهوية الوطنية؛ فكان قبل ما يزيد على ستين عاماً وأكثر يكتب للبعض «مسمى العمل: متسبب» مغزاها أنها صفة تلحق بالمواطن الذي لا يقرأ ولا يكتب غالباً ومن لم يلتحق بوظيفة حكومية إذ يعتمد في كسب عيشه على امتهان الأعمال الحرفية والحرة. إن تلك الكلمة الواصفة عميقة ومعبِّرة فالمتسبب يفعل السبب لجلب رزقه معتمداً بالدرجة الأولى على توفيق الله له في مسعاه، ومن باب تأملها بشيء من الحكمة نجدها تحمل الإيمان ومبدأ «اعقلها وتوكل» فالرزق من عند الله مع العمل بالأسباب من حيث السعي عن طريق المحاولة والخطأ محققاً النظرية والتطبيق. فلكم نجد كثيراً في ذاك الزمن ممن خرج من بيته طريداً كسيراً هائماً على وجه لا يقرأ ولا يكتب قد أسس تجارة وعائلة واكتفاء يعجز عن تحقيقه المتعلم المستقر. فهل من المعقول أن الجاهل أعلم وأذكى وأفهم في النظريات الاقتصادية من المتعلم وما سر هؤلاء المتسببين البسطاء الأميين من آبائنا وأجدادنا؟! كيف تمكنوا من تعليم أبنائهم وهم غير متعلمين؟! بل وأنتجوا الجيل الذهبي للمجتمع وأسسوا قاعدة مالية وإرثاً ومجداً ونسلاً وكانوا أكثر سعادة وصلة رحم وأقرب إلى الله بعيداً عن التنطع والاستهانة بالعبادات، الآكد أن السبب هو تبني الهدف بشجاعة وإصرار. الآن وبعد أكثرمن ثلاثين عاماً ينبري جيل جبار يتغلب على الصعوبات يشبه ذاك الجيل الذي صنع الحياة من لا شيء هو جيل الشباب المتحمس حالياً للعمل والسعي فوجه الشبه بينهما أنهما كلاهما متسبب ولكن الشباب الصاعد متسبب بثوب قشيب موشى بفكرة متوقدة موظفاً معرفته الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وتفرده في تقديم المميز وما عربات الطعام المتجولة إلا مثل جميل لجيل اقتصادي مقبل يرسم أهدافه بتؤدة وتمكن ويمشي عليها المهم ألا يلهو في بناء ذاته ويغيب عنه أنه العضو المسؤول عن بناء الأسرة والمجتمع أيضاً.