وصلت إلى قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي في جدة الفرقاطة سفينة جلالة الملك «المدينة»، التابعة للقوات البحرية الملكية السعودية، التي تعرضت الأسبوع الماضي لهجوم إرهابي من قبل الميليشيات الحوثية، أثناء قيامها بدورية مراقبة جنوبالبحر الأحمر. وتمكنت السفينة من الوصول إلى جدة في الموعد المحدد، دون أي تأخير جراء الحادث، حيث كان في استقبالها رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، وقائد القوات البحرية الملكية السعودية الفريق الركن عبدالله بن سلطان السلطان، وقائد المنطقة الغربية، وقائد الأسطول الغربي، وعدد من كبار ضباط الأسطول الغربي. والتقى رئيس هيئة الأركان العامة بطاقم السفينة من ضباط وضباط صف ونقل لهم تحيات وشكر ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإشادة سموه الكريم ببسالة الطاقم وشجاعتهم، حيث استطاعوا التعامل مع الهجوم وفق ما تقتضيه الحالة. واستمع رئيس هيئة الأركان لإيجاز من قائد السفينة عن الهجوم الإرهابي وكيف تم التصدي له وتطبيق كافة وسائل السلامة، وجرى السيطرة على الحريق في وقت وجيز، وأوضح قائد السفينة أن الفرقاطة المدينة لم تتأثر بهذا الهجوم وواصلت مهام دورياتها في منطقة العمليات، واقتصرت الأضرار على ضرر بسيط في الجزء الخلفي لها، جراء اصطدام الزورق الإرهابي فيها. وعبَّر البنيان عن فخر واعتزاز رجال القوات المسلحة السعودية بالمشاركة في العمليات العسكرية في تحالف دعم الشرعية في اليمن، من خلال كافة أفرعها ومنها الفرقاطة التي تعرضت لهجوم إرهابي أثناء قيامها بدوريات في السواحل المحيطة باليمن الشقيق، لحماية المياه الإقليمية للمملكة واليمن، بالإضافة إلى ضمان وسلامة خطوط الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الاستراتيجي. وقال إن مثل هذا الحادث لن يثني قوات تحالف دعم الشريعة في اليمن، عن مواصلة عملياتها العسكرية، حتى تحقيق هدفها الرئيس في مساعدة الشعب اليمني والحكومة الشرعية، في استعادة الدولة، وحماية مقدرتها من الميليشيات الحوثية الانقلابية. ولفت إلى أن الحادث الإرهابي الانتحاري، يؤكد مجدداً أهمية التصدي للميليشيات الحوثية التي باتت تشكَّل خطراً إقليمياً، مبيناً أن استخدام ميناء الحديدة اليمني الذي يقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين، لشن عمليات إرهابية يمثل تهديداً صريحاً لسلامة خطوط الملاحة الدولية، بالإضافة إلى تأثير ذلك على تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية والمساعدات الطبية للميناء وللمواطنين اليمنيين. وصف مدير عمليات الأسطول الغربي العميد بحري ركن ذعار بن نايف الحربي، الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الفرقاطة سفينة جلالة الملك «المدينة» التابعة للقوات البحرية الملكية السعودية، الأسبوع الماضي، بأنها محاولة فاشلة لم تأت أكلها بفضل الله عز وجل. وأوضح في تصريح له عقب وصول السفينة لقيادة الأسطول الغربي في جدة أمس، أن سفن التحالف مسؤولة عن الساحل اليمني بجزئيه الغربي والشرقي والممتد على مسافة 1000 ميل بحري أي ما يعادل 1852 كيلو متراً التي من ضمنها مكان الهجوم الإرهابي على السفينة. وقال: إن من مهام سفن التحالف وواجباتها، إدخال السفن التجارية المصرح لها من مركز التحقيق والتفتيش بجيبوتي، التي تشرف عليها الأممالمتحدة بالتنسيق مع خلية الإجلاء والمساعدات الإنسانية بالرياض، وكذلك مع خلية الإجلاء والمساعدات الإنسانية بالأسطول الغربي، حيث يصرح لها بعد التأكد من خلوها من جميع المواد المشبوهة بالكامل، سواء أسلحة أو غيرها، الأمر الذي ينطبق كذلك على الزوارق، إذ لا يسمح لها بالدخول إلا بتصريح، مؤكداً في الوقت نفسه بأنه لا يسمح لهذه الزوارق وعلى طول الساحل اليمني أن تتجاوز المياه الإقليمية المقدرة ب 12 ميلاً بحرياً، وأي زورق يتجاوز هذا القانون المقنن دولياً سيكون عرضة للخطر. وبيّن أن حجم المعونات الإنسانية والخدمات الطبية التي دخلت ميناء الحديدة قاربت 3 ملايين طن، منها مليون طن للحديدة فقط، مشيراً إلى أن تلك السفن تجد الدعم والأولوية من القيادة الرشيدة. قائد سفينة جلالة الملك «المدينة» العقيد بحري ركن عبدالله بن محمد الزهراني، إن مهمة السفينة كان القيام بدورها الفعال أمام ميناء الحديدة بقرابة عشرين ميلاً بحرياً، والدليل على ذلك هو محاولة استهدافها بعملية إرهابية. وقال:» إن الإصابة عبارة عن انفجار بجانب السفينة وصلت تأثيره إلى السفينة، ومن ثم تابعت السفينة بفضل الله مسيرتها بمنطقة العمليات على مدى سبعة أيام إلى أن وصلت اليوم لقاعدة الملك فيصل البحرية بكل أمن وسلامة، كما كانت السفينة مبحرة بكامل قواها والطاقم يتمتع بروح معنوية عالية.