وصلت إلى قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي في جدة أمس الفرقاطة سفينة جلالة الملك "المدينة"، التابعة للقوات البحرية الملكية السعودية، التي تعرضت الأسبوع الماضي لهجوم إرهابي من قبل الميليشيات الحوثية، أثناء قيامها بدورية مراقبة جنوبالبحر الأحمر، وذلك بعد انتهاء مهمتها المحددة سلفا ب7 أيام، مما يدحض الرواية الحوثية بتدميرها. التصدي للهجوم تمكنت السفينة من الوصول إلى جدة في الموعد المحدد، دون أي تأخير جراء الحادث، حيث كان في استقبالها رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة الفريق الأول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، وقائد القوات البحرية الملكية السعودية الفريق الركن عبدالله بن سلطان السلطان، وقائد المنطقة الغربية وقائد الأسطول الغربي، وعدد من كبار ضباط الأسطول الغربي. والتقى البنيان بطاقم السفينة من ضباط وضباط صف ونقل لهم تحيات وشكر ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإشادته ببسالة الطاقم وشجاعتهم، حيث استطاعوا التعامل مع الهجوم وفق ما تقتضيه الحالة، واستمع لإيجاز من قائد السفينة عن الهجوم الإرهابي وكيف تم التصدي له وتطبيق كافة وسائل السلامة، وجرت السيطرة على الحريق في وقت وجيز. وذكر قائد السفينة أن الفرقاطة المدينة لم تتأثر بهذا الهجوم وواصلت مهام دورياتها في منطقة العمليات واقتصرت الأضرار على جزء بسيط في الجزء الخلفي لها، جراء اصطدام الزورق الإرهابي بها.
دعم الشرعية عبر رئيس هيئة الأركان العامة عن فخر واعتزاز رجال القوات المسلحة السعودية بالمشاركة في العمليات العسكرية في تحالف دعم الشرعية في اليمن، من خلال كافة أفرعها، ومنها الفرقاطة التي تعرضت لهجوم إرهابي أثناء قيامها بدوريات في السواحل المحيطة باليمن الشقيق، لحماية المياه الإقليمية للمملكة واليمن، بالإضافة إلى ضمان سلامة خطوط الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الاستراتيجي. وقال البنيان إن مثل هذا الحادث لن يثني قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، عن مواصلة عملياتها العسكرية، حتى تحقيق هدفها الرئيس في مساعدة الشعب اليمني والحكومة الشرعية، في استعادة الدولة، وحماية مقدرتها من الميليشيات الحوثية الانقلابية. ولفت إلى أن الحادث الإرهابي الانتحاري يؤكد مجددا أهمية التصدي للميليشيات الحوثية التي باتت تشكلا خطرا إقليميا، ودلالة على الدعم الذي تحصل عليه من إيران، كما أن استخدام ميناء الحديدة اليمني الذي يقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين، لشن عمليات إرهابية، يمثل تهديدا صريحا لسلامة خطوط الملاحة الدولية.
المساعدات الإنسانية قال مدير عمليات الأسطول الغربي العميد البحري الركن ذعار بن نايف الحربي: في هذا اليوم نحن نفتخر ونشعر بالسعادة والابتهال لعودة سفينة جلالة الملك المدينة التي قيل عنها إنها دمرت وإنها في أعماق البحار، وهذه اليوم ترسو في الأسطول الغربي في مياه البحر الأحمر، والمحاولة التي حاولها الإرهابيون الحوثيون ما هي إلا محاولة فاشلة. وأضاف "أود أن أوضح الدور المناط بسفن التحالف وواجباتها"، وأوضح أن "الساحل اليمني ينقسم إلى جزأين: الساحل الغربي والشرقي، طول المسؤولية للساحلين ألف ميل بحري، أي ما يعادل 1852 كيلومترا، ونحن مسؤولون عنه وسفن التحالف متواجدة على طول هذا الساحل، وكانت تقف الفرقاطة السعودية أمام الحديدة"، مشيرا إلى أن واجب تلك السفن ينقسم إلى قسمين؛ الأول إدخال السفن التجارية المصرح لها من مركز التحقيق والتفتيش في جيبوتي والمشرفة عليه الأممالمتحدة بالتنسيق مع خلية الإجلاء والمساعدات الإنسانية في الرياض، وخلية الإجلاء والمساعدات في الأسطول الغربي، ويصرح لها بعد التأكد من خلو السفينة من جميع المواد المشبوهة، ومن ثم تتوجه إلى منطقة انتظار أمام الحديدة وتتقدم بالتصريح، وثم بعد ذلك تدخل السفينة، وكذلك الحال الزوارق وهذه جدا قليلة، والثاني المعونات الإنسانية والخدمات الطبية وبلغ ما دخل منها إلى ميناء الحديدة خلال الصيف نحو 3 ملايين طن مساعدات إنسانية، وحكومتنا الرشيدة تولي اهتماما بالغا في هذا الإطار". وأضاف "بعد الحادث الإرهابي سيكون هناك تأثير، والتأثير الأول وضع قاعدة انطلاق لزوارق مفخخة من الحديدة سيوثر على الملاحة الدولية وتهديها وتدفق المساعدات الإنسانية والطبية إلى ميناء الحديدة، وبالنسبة للزوارق بشكل عام لا يسمح لها بأن تتجاوز على الساحل اليمني والمياه الإقليمية المقدرة ب12 ميلا بحريا، وأي زورق يتجاوز سيكون عرضة للخطر". مهمة عمل أكد قائد الفرقاطة العقيد البحري الركن عبدالله بن محمد الزهراني أن السفينة كانت في مهمة أمام ميناء الحديدة بنحو 20 إلى 30 ميلا، حسب قرار الأممالمتحدة، وكانت السفينة تقوم بالدور الفعال، ونتاج هذا الدور تعرضت الفرقاطة السعودية لهجوم، مشيرا إلى أن إصابة الزورق للسفينة كانت غير مباشرة، بل عبارة عن انفجار بجوار السفينة، وأكملت السفينة مهمتها المجدولة فيها بواقع 7 أيام، وأبحرت إلى قاعدة الملك فيصل بجدة، مبينا أن طاقم السفينة يتمتع بروح معنوية عالية، قائلا: "لن نترك المنطقة في أي وقت، ونتمنى عودتنا إلى المنطقة والاحتفال بالنصر".