وسط تصاعدٍ لحدة التوتر بين واشنطن وطهران؛ أفاد مسؤولان أمريكيان، أمس، بنشر الولاياتالمتحدة مدمّرة تابعة لبحريتها قبالة اليمن لحماية الممرات المائية من المسلحين الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني. وذكر المسؤولان، اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما، أن المدمرة «كول» وصلت قرب مضيق باب المندب قبالة جنوب غرب الأراضي اليمنية حيث ستنفذ دورياتٍ تشمل مرافقة سفن. ونقل الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء «رويترز» عن المصدرين قولهما: «في حين أن سفناً حربية أمريكية نفذت عمليات روتينية في المنطقة في السابق؛ إلا أن هذا التحرك جزءٌ من وجود متزايد هناك يستهدف حماية الملاحة البحرية من الحوثيين المتحالفين مع إيران». وجاء تصاعد التوتر بين الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، وطهران، بعدما أجرت الأخيرة، الأسبوع الماضي، تجربةً لإطلاق صاروخ باليستي. وقال المسؤولان اللذان تحدثا ل «رويترز» إن قرار تحريك «كول» اتُخِذَ قبل أحدث تعليقاتٍ لترامب بشأن إيران. والإثنين الماضي؛ قالت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية إن فرقاطة سعودية تعرضت، أثناء تنفيذها دورية مراقبة غرب ميناء الحديدة (غرب اليمن)، إلى هجوم إرهابي من قِبَل 3 زوارق انتحارية تابعة للميليشيات الحوثية. وخلال الأسبوعين الأخيرين؛ تصاعدت المعارك على الساحل الغربي لليمن بين قوات حكومته الشرعية (الجيش والمقاومة الشعبية) والانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح). وفي أكتوبر الماضي؛ شن الجيش الأمريكي ضرباتٍ بصواريخ كروز استهدفت 3 مواقع ساحلية للرادار في مناطق تحت سيطرة الحوثيين، بعد تعرض المدمّرة الأمريكية «ماسون» إلى هجمات صاروخية فاشلة انطلقت من هذه المناطق. ورأى نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، في استهداف الانقلابيين الفرقاطة السعودية وإطلاقهم قذائف على مبنى لجنة التنسيق والتهدئة، التابع للأمم المتحدة في ظهران الجنوب (جنوب السعودية)، دليلين جديدين على سعيهم الحثيث إلى تغذية أعمال الإرهاب وإفشال عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة. ووقع الاعتداءان في اليوم نفسه. وعدّ الأحمر، لدى لقائه أمس في الرياض السفير الأمريكي لدى بلاده، استهداف الفرقاطة السعودية قرب ميناء الحديدة تهديداً لمصالح الأشقاء والأصدقاء. ولفت، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، إلى تجاوز الانقلابيين القرارات الدولية وتنفيذهم أعمال تخريب مدعومة من إيران، متهماً الأخيرة بالاستمرار في التدخل في شؤون بلاده عبر تهريب الأسلحة ودعم الجماعات المسلحة وتهديد الملاحة الدولية. ووفقاً ل «سبأ»؛ تحدث السفير، ماثيو تولر، بدوره عن استمرار واشنطن في دعم الشرعية اليمنية واستئناف العملية السياسية وصولاً إلى حل سلمي، مندداً بالتدخل الإيراني في اليمن. في غضون ذلك؛ أفادت «سبأ» بإطلاق ميليشيات الحوثي- صالح أمس الرصاص الحي داخل السجن المركزي في صنعاء التي يحتلها الانقلابيون منذ نحو سنتين. وأشارت الوكالة إلى مقتل 4 سجناء وإصابة 20 آخرين على الإثر، مضيفةً أن المعتدين استخدموا الهراوات فضلاً عن الرصاص في قمع احتجاجٍ لنزلاء السجن الواقع في منطقة الجراف شمال العاصمة. ويحتل الانقلابيون صنعاء منذ نحو سنتين ويسيطرون على سجنها المركزي. ونقلت «سبأ» عن شهود في محيط السجن أن عناصر من الميليشيات تعرضوا لنساءٍ حضرن لزيارة ذويهن السجناء. وذكر الشهود أن «أحد عناصر ميليشيات الحوثي قام بمنع النساء من الاقتراب من بوابة السجن ودفع وصفع إحداهن، فاتصلت بأقاربها الذين حضروا وتجمعوا أمام البوابة للمطالبة برد اعتبارها والنساء الأخريات». وكتبت الوكالة، نقلاً عن مصادرها، أن الأمر تصاعد بعد احتجاج السجناء على واقعة الاعتداء على النساء «فيما لجأ عناصر الميليشيات إلى القوة لقمع الاحتجاج، واستخدموا الرصاص الحي والاعتداء بالهراوات ما أسفر عن مقتل 4 من السجناء وإصابة 20 آخرين بجروح مختلفة». وسادت، على الإثر، حالةٌ من الفوضى، وتصاعدت أعمدة الدخان من السجن، فيما قطع الانقلابيون الشوارع المؤدية إليه، بحسب ما أفادت الوكالة. فيما نقل موقع «المصدر أونلاين» الإلكتروني اليمني عن مصدرٍ داخل السجن أن عدد الضحايا بين نزلاء السجن بلغ 5 قتلى و14 مصاباً. وكتب الموقع الإخباري أن الاعتداء على النزلاء وقع عصر الجمعة وأعقبته اشتباكات، ناقلاً عن المصدر قوله: «الاشتباكات اندلعت عقب تعرض والدة أحد السجناء إلى مضايقات من قِبَل أحد المسلحين الحوثيين الذين يحرسون السجن». وقال المصدر «السجناء احتجوا .. وانتفضوا وسيطروا على بعض أجزاء السجن» و«احتجزوا خمسة من الحوثيين رهائن وأخذوا أسلحتهم ومن ثَم سيطروا على بعض أجزاء السجن كالقسم العام وقسم الأحداث وانتشروا في الساحات الداخلية»، متابعاً أن «الاشتباكات أسفرت عن مقتل 5 من النزلاء؛ برصاص الحوثيين». ووفقاً ل «المصدر أونلاين»؛ أفاد سكان في العاصمة بمعاينتهم أعمدة دخان تصاعدت من السجن في الوقت الذي سُمِع فيه أصوات إطلاق نار. و»حتى اللحظة؛ لم تتوفر تفاصيل أكثر حول هوية الضحايا»، بحسب الموقع الإخباري. في سياقٍ مختلف؛ اتهم وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية الشرعية، عبدالرقيب فتح، الانقلابيين باحتجاز قوافل إغاثية مخصصة لمحافظة تعز (غرب). وأبلغ الوزيرُ وكالة «سبأ» أمس بقوله إن «القوافل الإغاثية المخصصة لتعز لاتزال محتجزة في ميناء الحديدة، وميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الانقلابية ترفض الإفراج عنها». وأشار فتح، وهو أيضاً رئيس اللجنة العليا للإغاثة في بلاده، إلى «قيام الميليشيات كذلك باحتجاز عددٍ من المعونات الإغاثية المخصصة لمديرية جبل حبشي والمواسط (تتبعان تعز)، حيث تم الاحتجاز في نقطة البرح التابع للميليشيات». ووفقاً له؛ فإن «بعض القوافل محتجزة في بعض تلك النقاط (التابعة للانقلابيين) منذ شهر ديسمبر الماضي. وبعضها محتجز منذ 3 أشهر». وطالب فتح الوكالات الدولية العاملة في مناطق الميليشيات، خصوصاً برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بتصرف حازم إزاء هذه الأعمال وإيجاد بدائل لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة. وخلال السنتين الماضيتين؛ حررت قوات الشرعية، بدعمٍ من التحالف العربي، معظم مناطق الجنوب اليمني، ومناطق في الشرق، وأخرى في الشمال والغرب، بينما يتركز وجود الانقلابيين على صنعاء ومناطق أخرى.