أكد السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، استمرار دعم بلاده الشرعيةَ بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي لاستئناف العملية السياسية، مشيراً إلى ضرورة حرص مختلف الأطراف على التوصل إلى حل سلمي ينهي المعاناة الإنسانية. ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن مسؤولَين أميركيَّين أن الولاياتالمتحدة نشرت مدمرة تابعة لسلاح البحرية قبالة اليمن لحماية الممرات المائية من هجمات الحوثيين وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطنوطهران. وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما، إن المدمرة «كول» وصلت قرب مضيق باب المندب قبالة جنوب غربي اليمن حيث ستنفذ دوريات وترافق السفن. وأضافا أنه في حين أن سفناً حربية أميركية نفذت عمليات روتينية في المنطقة في السابق إلا أن هذا التحرك جزء من وجود متزايد هناك يستهدف حماية الملاحة البحرية من الحوثيين المتحالفين مع إيران. ويأتي نشر المدمرة فيما تشهد علاقات إيران توتراً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب التجربة التي أجرتها طهران أخيراً لإطلاق صاروخ باليستي. لكن المسؤولين قالا إن قرار تحريك «كول» اتخذ قبل أحدث تعليقات لترامب بشأن إيران. وكان الحوثيون هاجموا في وقت سابق هذا الأسبوع فرقاطة سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن، ما تسبب بانفجار قتل اثنين من أفراد الطاقم. وكان السفير تولر دان خلال لقائه نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح في الرياض أمس، التدخل الإيراني في اليمن، مجدداً تأكيد رغبة بلاده في تعزيز علاقات التعاون مع الحكومة الشرعية واستمرار الشراكة في مكافحة الإرهاب. من جهته، ثمّن صالح موقف أميركا المساند للشرعية ودورها في حض المجتمع الدولي على تقديم الدعم اللازم لليمن، مشيداً بما يتمتع به البلدان الصديقان من علاقات متينة في شتى المجالات. كما أشار إلى تغذية الحوثيين أعمال الإرهاب وإفشالهم مساعي السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بهدف تجنيب اليمنيين مزيداً من إراقة الدماء والعمل على استعادة دولتهم، وكان آخر تلك المحاولات استهداف الميليشيات الانقلابية لجنة التهدئة والتنسيق المجهزة من الأممالمتحدة في ظهران الجنوب بالمملكة العربية السعودية، علاوة على استهدافهم الفرقاطة السعودية قرب ميناء الحديدة. إلى ذلك، أقدمت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التي تسيطر على السجن المركزي في صنعاء أمس، على إطلاق الرصاص الحي والاعتداء بالضرب المبرح على نزلاء السجن المركزي الواقع في منطقة الجراف شمال المدينة. وذكر شهود عيان في محيط السجن لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن عناصر الميليشيات الانقلابية اعتدوا على عدد من النساء اللواتي منعن من زيارة أقاربهن المساجين، وقام أحد عناصر ميليشيات الحوثي بدفع وصفع إحدى النساء، التي اتصلت بأقاربها الذين تجمعوا أمام البوابة للمطالبة برد الاعتبار للمرأة والنساء الأخريات. وتصاعدت المواجهات بعد قيام المساجين بالاحتجاج، فيما استخدمت عناصر الميليشيات القوة لقمعهم، واستخدمت الرصاص الحي والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات، ما أسفر عن مقتل أربعة من السجناء وإصابة 20 آخرين بجروح مختلفة. وفي محافظة أبين بجنوب اليمن، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في الإدارة المحلية ومصادر قبلية، أن مقاتلين من تنظيم «القاعدة» انسحبوا أمس من بلدتين كانوا سيطروا عليهما أول من أمس (الخميس) بعد احتجاج السكان. وأضاف مسؤول محلي أن سكان بلدتي لودر والشقراء أكدوا أنهم مستعدون لحمل السلاح ضد عناصر التنظيم، وأن هؤلاء انسحبوا بعد ذلك إلى التلال المجاورة.