يطل علينا مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة وهو بلا شك مهرجان عالمي يُعيد إلى الأذهان تراثنا وإرثنا العظيم لِحقبٍ مُتتالية الذي تتوارثُه الأجيال جيلاً بعد جيل، ويشهد حُضوراً محلّيّاً وعالميّاً كبيراً، فهو كنز وموروث دفين ثقافي وحضاري عبر عشرات السنين مُنذ أن أُسست المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيّب الله ثراه وجعل مثواه الفردوس الأعلى، أكثر من نصف قرن وهذه المُنجزات الحضارية والتنموية في كل المجالات وقبل هذا كله بناء الإنسان السعودي الذي هو حجر الزاوية في كل أعمال التنمية والبناء ليُساهم في رُقي ورفعة هذا الكيان «بيت العرب الكبير» المملكة العربية السعودية، مهرجان الوطن والمواطن الأكبر تُراثيّاً وثقافيّاً وحضاريّاً من حيث الإمكانات التي جندتها الدولة أعزّها الله مُمثلةً في وزارة الحرس الوطني. انطلق للوهلة الأولى (2 رجب عام 1405ه) المهرجان الوطني الأول للتراث والثقافة، الذي دشنه المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، أسكنه الله فسيح جناته، وقد شمل نشاطات وفعاليات مُتعددة، ثقافية، تراثية، أدبية، حوارية بين مُثقفين من بلادنا وضيوف المهرجان من إخواننا وأصدقائنا من عالمنا الفسيح، بُغية الالتقاء بالمفكرين والمثقفين لمناقشة كل ما يهم المثقف العربي والإسلامي في حوار تسوده المحبة والطرح الموضوعي للخروج بنتائج إيجابية، المهرجان الوطني يزيد من توسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة والنهوض بعالمنا ومجتمعاتنا إلى آفاق أرحب. دشن خادم الحرمين الشريفين ملك العزم والحزم سلمان بن عبدالعزيز أيده الله المهرجان في دورته (31) يوم الأربعاء الماضي 1438/5/04ه بحضور الأشقاء ضيوف المهرجان، أمير دولة الكويت، ملك مملكة البحرين، ممثل سلطنة عمان، ومن دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر وكبار ضيوف الدولة من أدباء ومفكرين ومُثقفين ….، ضيف المهرجان لهذا العام جمهورية مصر العربية الشقيقة. يزداد التاريخ إشراقاً وألقاً ويُسجل أجمل وأرقى الحضارات وعظيم المُنجزات وأصبح هذا الإرث يتكلم كل اللغات، العالم يبحث عن معلومة وتاريخنا ينسج منظومة مُتكاملة، يستحضر العالم ليُغذيه بالمعلومات كل سنة جديد وكل يوم والحمد لله مُنجز، منجزاتنا تُحاكي التقدم والحضارة، يأتي الجنادرية في إطلالته كل عام بإذن الله يحمل في طياته عَبق الماضي الأغرّ الوضّاء، وحاضرنا الزاهر المُشرق يحمل البُشرى لأبناء هذا الوطن بمستقبل واعد، إن هذا العُرس الثقافي العالمي الكبير الذي دشنه ملك العزم والحزم سلمان بن عبدالعزيز الملك المُلهم الهُمام الذي لا يألو جُهداً ولا يدخّر وِسعاً في كل ما من شأنه رُقي وعزة ومَنعة هذا الوطن المعطاء وأبنائه المُخلصين لوطنهم وقيادتهم وبلادهم، بمؤازرة ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وحُكومته الرشيدة وفقهم الله، يأتي في كل أمسية تحت قُبة المهرجان حوارات بنّاءة لضيوف البلاد، إقامة المحاضرات، الندوات، المسابقات الثقافية، يسود هذا الالتقاء الأخوي أجواء مُفعمة بالمحبة والوئام لمُناقشة هموم وقضايا تهمنا جميعاً. بلغ ضيوف المهرجان أكثر من 300 ضيف من كبار المُثقفين والأدباء والمُفكرين المرموقين قدِموا إلى وطنهم الثاني وسط حفاوة بالغة وترحاب مُنقطع النظير. أسأل العليّ القدير أن يجمع كلمة العرب والمسلمين لدحر كل مُعتدٍ مُتربص غاشم يُريد النيل من مقدرات ومكتسبات وأمن بلادنا وأشقائنا في مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والإسلامي، وجعل الله عزّ وجل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم تدميراً عليهم ونصر سبحانه وتعالى جُنودنا البواسل على الحوثيين المعتدين الآثمين والمخلوع وأعوانه الخاسرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم النبيين سيدنا محمد إمام المتقين وعلى آله وصحبه الغُرّ الميامين.