فريق يلتحف السماء ويفترش الأرض ينتظر أي بادرة من مجتمع يفرض عليه دينه أن يمد إليهم يده وتوجب عليه إنسانيته ألا يتركهم للفقر فإنه بئس الضجيع، ولكن الفريق الآخر الذي يعشق قطن الوسادة ودفء الغطاء وبرودة المكان ويتفننون في الحديث عن توافه الأمور ولو طلبت منهم مشاركة في عملٍ تطوعيًّ لاتهموك بالمثالية ولخشعوا على أجهزتهم المحمولة خشوع العبد الصالح في صلاته، ونحن اليوم في أمسّ الحاجة لنشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع السعودي، فالمؤسسات التطوعية في أمريكا آلاف أضعاف المؤسسات التطوعية لدينا، ونحن أولى منهم حيث الشريعة، العادات، والتقاليد تحثنا على العمل التطوعي. كم هو جميل أن تشهد الرؤية السعودية 2030 دعم وزيادة أعداد المتطوعين، ويجب أن تكون هناك جهة متخصصة فاعلة في العمل التطوعي تُنظّم وتُعنى بخدمة المتطوع والجهة المستفيدة من جهوده، فالمجتمع قادر على الارتقاء بالعمل التطوعي والإفاقة من الغيبوبة التي يعيشها، فالتطوع نهضة مجتمعية. يقول ابن عطاء الله السكندري: يا صاحِ هذا الرَّكبُ قد سار مسرعاً ونحن قعود ما الذي أنت صانع أترضى بأن تبقى المُخلَّف بعدهم صريعَ الأماني والغرام ينازع على نفسهِ فليبكِ من كان باكياً أيذهب وقت كان باللهو ضائع.