انتهى الكاتب عبدالعزيز البدر من كتابة سيرة أبناء العطيشان بكتاب حمل عنوان «محمد وتركي وصالح العطيشان صفحات مشرقة في تاريخ الوطن». تناول المؤلف سيرة أبناء عبدالله العطيشان محمد وتركي وصالح، طبع الكتاب بإشراف عبدالرحمن بن صالح العطيشان. وفي الإهداء يقول العطيشان: «أهدي هذا الكتاب إلى أسرتي الكريمة، ولكل مخلص لدينه ومليكه ووطنه.. هذا الكتاب الذي يعرض جزءاً بسيطاً من تاريخ محمد وتركي وصالح أبناء عبدالله بن تركي العطيشان، وهو ما استطعنا الحصول عليه من مسيرتهم وحياتهم التي سخَّروها في خدمة وبناء هذا الوطن، فقد عاصروا البدايات الأولى التي وضع لبناتها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأكملوا المسيرة مع أبنائه، تاريخ أتشرف بأن آبائي كانوا جزءاً منه.. تاريخ كتبوه بعزيمة وهمة وبنوه لبنة لبنة، حتى كبر البناء، وتحققت الأماني، ولم تكن في مخيلتهم مصلحة خاصة أو أهداف شخصية، بل كان الهدف الأسمى بناء الوطن. ولعل هذا الكتاب يحكي قصصاً من تلك الهمم، هذا ما نرجوه ونبتغيه من إصداره، ليعرف الجميع حجم التضحيات التي بذلوها في هذا الصرح الكبير، ونحن إذاً نعاهد الله على أن نكون على نهج آبائنا بالوفاء والإخلاص لوطننا وقادتنا». يُذكر أن محمد العطيشان ولد في مدينة بريدة عام 1320/1902ه واصطحبه والده وهو في الثانية عشرة من عمره إلى الكويتوالعراق، حيث كان والده الشيخ عبدالله بن تركي من رجال العقيلات ويعمل بالتجارة متنقلاً بين الكويت ومناطق مختلفة من جنوبالعراق، وعمل في الجيش العراقي وشهد مرحلة تأسيسه حتى وصل إلى رتبة وكيل ضابط مسؤول في جيش البادية، ولقد أحبه الجميع لما يتمتع به من شجاعة أدبية وأخلاق قيادية، وهو أحد وجهاء القصيم، وحمل لقب «فزاع» لوقوفه مع الآخرين، كما قاتل -رحمه الله تعالى- تحت لواء أهل نجد في معركة «ميسلون» تحت قيادة ياسر العظمة. وبعد أن وصل من مصر إلى جدة عام 1945 عيِّن من قِبل الملك عبدالعزيز في خفر السواحل، ثم مساعداً لمدير شرطة جدة عام 1346ه، فمديراً لشرطة جدة عام 1350، وفي عام 1351 كلفه الملك عبدالعزيز بتأسيس شرطة الرياض، وعمل مديراً لشرطة الرياض من 15/8/1351 إلى 1/5/1363، كما تسلَّم إمارة قرية العليا بأمر من الملك عبدالعزيز في عام 1357/1938، وهي إحدى مناطق توطين البادية حيث مكث فيها 25 عاماً. وصاهرت أسرة العطيشان الأسرة المالكة، حيث تزوج الملك عبدالله -رحمه الله- عندما كان أميراً ابنة محمد العطيشان (منيرة)، وأنجب منها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني. أما تركي العطيشان فولد في عام 1330 الموافق 1912، عاد مع أخيه محمد مع العائدين من شباب المملكة الذين طلب منهم الأمير سعود إبان زيارته لمصر عام 1345/ 1346 العودة للملكة للمشاركة في بناء الوطن، وهم 49 شاباً، وقد عمل مع أخيه محمد في خفر السواحل من 1/5/1346 إلى 1/2/1351، وعند تدفق الزيت في المنطقة الشرقية وصلت الأنباء عن وجود مخربين ومرتشين ولصوص، فأرسل الملك عبدالعزيز تركي العطيشان لمساندة آل جلوي، وتم نقله من شرطة الرياض إلى إمارة رأس تنورة عام 1346، فأميراً لها، وأسهم تركي العطيشان في حل كثير من الأمور العمالية في شركة أرامكو، وله عديد من الإسهامات الوطنية، ولعل من أهمها دوره التاريخي الجريء والحكيم في البريمي وتعينه أميراً للبريمي، وتوفي تركي العطيشان في 30/2/1405. أما صالح العطيشان فتختلف حياته عن أخويه، فقد رأى النور بعد وفاة والده، ولد في عام 1334 الموافق 1914 في بريدة، ومرت سنوات لم يرَ فيها أخويه اللذين استقر بهما الحال في الحجاز بعد أن فتحها الملك عبدالعزيز، وفي العاشرة من عمره التحق بهما ودخل مدرسة الفلاح، ثم التحق بأول عمل حكومي له، حيث عمل كاتباً في الشرطة بجدة، ولتميزه بحسن الخط وصياغة الكلمة والأسلوب بقي في شرطة جدة حتى أمر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن محمد العطيشان بالانتقال للرياض وتأسيس شرطتها عام 1351/1932، حيث قدم معه إخوته وعملوا جميعاً في الشرطة، حيث عيِّن صالح محاسباً برتبة عالية ومسؤولاً عن الجوازات، إضافة إلى أنه أسس اللجان الخاصة بتجنيد أبناء البادية، ثم تم اختياره رئيساً لشرطة القصر الملكي الخاص بالملك عبدالعزيز، وكان لقربه من الملك عبدالعزيز كبير الأثر في مشوار حياته زرع فيه حب التضحية لخدمة هذا الوطن وأهله.