بدأت موضة تطريز الثياب في أواسط التسعينيات الميلادية، وحافظت هذه الموضة على بقائها، ولكنها تطورت بشكل كبير، وفقاً لذكر صاحب أحد أشهر محلات تفصيل الثياب الرجالية بجدة. وكانت التطريزات في بداياتها مختصرة بصورة خفيفة على الثوب، وتنفذ بطريقة رسمية نوعاً ما، لكنها الآن اختلفت عن السابق، حتى أصبح التطريز «ثقيلاً» ويحتل مساحة كبيرة من الثوب، ومع مرور الوقت بدأ بالظهور بألوان مختلفة، إلى أن وصلت إلى مستوى احتلال التطريز للثوب بأكمله. إكسسوارات إضافية الألوان الفاتحة تستهوي كثيرين وأوضح صاحب محلات القمة للخياطة الرجالية محمد منير: «بالنسبة للموضات أو التصاميم الجديدة التي دخلت عالم الثوب السعودي، فهي تشير إلى تداخل في الإكسسوارات الإضافية للثوب، مثل الشريط والسحَّابات والقيطان وغيره، حتى تجاوزت الحد الطبيعي في بعض الأحيان، ووصلت درجة عدم التجانس ليصبح الثوب مدمجاً مع قماش التيشيرتات، أو أن يحوي أطراف الثوب عدة طبقات ودمج أكثر من لون في نفس الثوب». وبيَّن منير أنه مع تنوع التصاميم والأشكال الخاصة بالثياب واختلاف أذواق الشباب، أصبح لكل شاب نظرة معينة تتماشى مع هذه التطورات، ففي حين يعتبر شاب أحد التصميمات مبالغاً فيه، يجده غيره جميلاً، وبات مألوفاً سماع شاب يقول: «هذا الثوب لا يتناسب مع شخصيتي وأسلوبي»، ومنهم من يضع لكل مكان أو زمان التصميم الخاص به، مثل ثوب الأفراح والمناسبات، وثوب للعمل والدوامات الرسمية، وثوب للخروج اليومي، وثوب في النهار وآخر في الليل. إرضاء الأذواق ويتابع منير: «أما بالنسبة لنا كمصممين وملاك محلات تفصيل الثياب، فمن الواجب علينا أو المفروض علينا أن نعمل على تلبية جميع الأذواق لمعظم الفئات، ومن الممكن أن يكون التركيز الأكبر على فئة الشباب، لكن لا يفوتنا تحقيق رغبات كبار السن، وهم من غالبية المجتمع المتمسكين بالثوب في جميع أوقاتهم على عكس الشباب، الذين يكون لديهم الثوب في خزائنهم بجانب الجينز وغيره من الملبوسات غير الرسمية في مجتمعنا». المبالغة في التطريز ويتقبل عبدالرحيم القشيري اهتمام كلا الجنسين بالزينة، حيث عدَّ ذلك أمراً مطلوباً في حدود الاعتدال، لكنه ينتقد تطريز الثياب، إضافة إلى بعض التغييرات الجديدة، التي طرأت على الزي السعودي وانتشرت بين أوساط الشباب، الذين يحاولون محاكاة كل ما هو جديد منجرفين وراءه. وقال القشيري: «الثوب يميز الشباب السعودي، وكنا نميز الأشخاص من زيهم، أما في الوقت الحالي فقد شهدنا دخول عملية التطريز على الثياب الرجالية بشكل يغير هوية الزي الوطني، مثل تطريز الأزرار أو الطوق أو الأكمام أو الجيب الأمامي للثوب؛ ما أدى إلى استغلال وارتفاع في أسعار التطريز، وفي حين كان سعر الثوب في السابق يعتمد على نوع القماش وجودة الخياطة، أصبح الآن يتفاوت بحسب التطريز إذا كان بسيطاً ومحدوداً أو تطريزاً مبالغاً فيه، لدرجة يتحول معها الثوب المطرز إلى لباس مختلف عن الزي السعودي». إقبال موسمي وذكر نايف العنزي صاحب محل خياطة رجالية، أن محله يشهد إقبالاً كبيراً من الشباب على الثياب المطرزة، وأنه في خلال فترة زمنية بسيطة قام ببيع معظم الثياب من النوع المطرز وأيضاً التي فيها نقشات زخرفية من جانبي الثوب، إن الأرباح الناتجة من تجارة الثياب الرجالية، تكون في المواسم فقط، وهي الوقت الملائم للتفصيل والكسب الإضافي الذي يتجاوز المعتاد.