أعلن يحيى جامع للتليفزيون الحكومي، أمس، أنه سيتخلى عن السلطة، وذلك بعد أن صرَّح الرئيسان الموريتاني والغيني من قبل أنهما حصلا على موافقته المبدئية على أن يغادر غامبيا. وتواصلت المفاوضات حول شروط رحيل جامع، مما أدى بحكم الأمر الواقع إلى تمديد تعليق العملية العسكرية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من أجل إجباره على مغادرة منصبه. وتشهد غامبيا البلد الصغير الناطق باللغة الإنجليزية وتحده السنغال من ثلاث جهات باستثناء شريط حدودي صغير يشكل وجهة مفضلة للسياح، أزمة منذ أن أعلن يحيى جامع في التاسع من ديسمبر رفضه تسليم السلطة إلى أداما بارو الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الأول من ديسمبر. ويشكك جامع في نتائج هذا الاقتراع. وبعد محاولات عديدة لإقناعه، توجَّه الرئيسان الغيني ألفا كوندي والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، إلى بانجول الجمعة في وساطة أخيرة. وقال مصدر موريتاني قريب من الملف مساء الجمعة "على ما يبدو تمت تسوية المشكلة. وافق جامع على ترك السلطة. المفاوضات تدور حول منفاه والشروط التي يجب أن ترافق ذلك". وكان مصدر غيني قريب من الملف قال "يجب أن نجد بلداً بعيداً عن غامبيا لمنع يحيى جامع من التدخل في العملية الديمقراطية الجارية". وأضاف "لكن يجب أن نبقى حذرين حتى يوم غد". ترقب الغامبيون أمس مغادرة يحيى جامع الذي حكمهم طوال 22 عاماً إلى المنفى. وأجرى الرئيسان اللذان يقومان بالوساطة ويحيى جامع محادثات قبل وبعد صلاة الجمعة التي أدوها معاً. وليل الجمعة ظهر جامع على التليفزيون الحكومي الغامبي. وقال "قررت اليوم بما يمليه علي ضميري، أن أترك قيادة هذه الأمة العظيمة، مع امتناني الفائق لجميع الغامبيين". وأكد جامع أنه اتخذ بنفسه قرار مغادرته السلطة بعد أزمة استمرت أسابيع، على الرغم من الضغوط القوية التي مارسها قادة دول غرب إفريقيا لدفعه إلى الانسحاب وحملة عسكرية لهذه المجموعة داخل الأراضي الغامبية. وقال "لم يُملِ عليَّ أحد قراري الذي اتخذته اليوم من أجل مصلحتكم العليا، أنتم الشعب الغامبي وبلدنا العزيز". ونقلت الوكالة الموريتانية للأنباء عن ولد عبدالعزيز قوله عقب عودته إلى نواكشوط، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع جامع نص على مغادرة الأخير "إلى دولة إفريقية مع كامل الضمانات له ولأسرته ولمناصريه، وأن بوسعه الرجوع إلى بلده متى شاء وكيفما شاء". ويدعو ناشطون حقوقيون إلى محاسبة جامع على انتهاكات لحقوق الإنسان يقولون إنها حصلت أثناء فترة حكمه. ورجَّحت عدة مصادر أن يغادر جامع ليل أمس وسط غياب اتفاق واضح حول وجهته. وقالت مصادر دبلوماسية إنه عرض عليه اللجوء إلى المغرب أو غينيا الاستوائية أو موريتانيا.