طلب الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع من مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) تمديد مهلة أعطيت له ليغادر السلطة تنتهي ظهر أمس، حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، وذلك وفق ما أفادت مصادر حكومية، بينما ذكر مصدر في الرئاسة السنغالية أن قوات من دول «إيكواس» دخلت غامبيا في إطار عملية لإجبار جامع على التنحي تنتظر انتهاء محادثات الوساطة التي يقوم بها كل من رئيس غينيا ألفا كوندي ورئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز قبل استئناف تقدمها. ولم يتضح ما إذا كان جامع ينوي التنحي، بينما رجّحت معلومات أن تشكل موريتانيا منفىً محتملاً له. وكان الرئيسان الموريتاني والغيني غادرا مطار نواكشوط متجهين إلى العاصمة الغامبية بانجول، وذلك عقب مباحثات مشتركة بينهما تلاها مؤتمر صحافي مقتضب. وكان كوندي وصل نواكشوط في وقت متأخر أول من أمس، لتنسيق موضوع الأزمة الغامبية مع نظيره الموريتاني، بعيد الوساطة التي بدأها الأخير منذ ظهر الأربعاء. وعبرت الولاياتالمتحدة عن دعمها الديبلوماسي للتدخل العسكري في غامبيا الذي قادته دول غرب أفريقيا دعماً للرئيس الجديد أداما بارو وإرغام جامع على التخلي عن السلطة بعد رفضه الاقرار بهزيمته. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية جون كيربي أن الدعم الأميركي المقدم للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا من أجل الدفع باتجاه رحيل جامع عن السلطة هو «دعم ديبلوماسي ولن يتم استدعاء أي جنود أميركيين». وأدى بارو، مرشح المعارضة الذي كان فوزه في الانتخابات الرئاسية مفاجئاً في 1 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، اليمين الدستورية في سفارة بلاده في دكار أمام رئيس نقابة المحامين الغامبي شريف تمبادو بحضور مسؤولي منظمات دولية وإقليمية وزوجتيه. وقال بارو في خطاب أداء القسم: «هذا يوم لن ينساه أي مواطن غامبي. إنه انتصار تسجله أمة غامبيا. ستخفق رايتنا الآن عالياً بين رايات الدول الأكثر ديموقراطية في العالم». ثم دعا الجيش وقوات الأمن إلى إعلان الولاء له. في غضون ذلك، دخلت القوات السنغالية بتفويض من المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا إلى الأراضي الغامبية المجاورة، التي تعد 1,8 مليون نسمة. وتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يؤيد مبادرة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لدفع جامع إلى التخلي عن السلطة من دون الموافقة صراحةً على استخدام القوة. أما في غامبيا، فخرج انصار بارو إلى شوارع العاصمة للاحتفال بتعيينه من دون أن تتدخل قوى الامن لمنعهم. وانضم قائد الجيش عثمان بادجي إلى المحتفلين بعدما أعلن أن رجاله لن يحاربوا القوات الافريقية التي دخلت البلاد. وظهر الجنرال بادجي الذي لمّح منذ الأربعاء الماضي، أنه لن يقاوم ولن يزج قواته في «معركة غبية» حول «خلاف سياسي»، في حي وستفيلد القريب من العاصمة حيث تجمع أنصار بارو للرقص والاحتفال بتنصيبه.