ضجة لم تهدأ أثارها نخبة النادي الأدبي في جدة، مطالبين الجمعية بمقر زعموا ملكيته، وتكشفت الأمور أنهم لا يملكونه، لكنهم أرادوا التفرد به واستثماره لصالحهم، وربنا أعلم لِم هذا ومن يقف وراءه. الأندية الأدبية أندية تصر على أن تكون النخبة في برج عاجي، ولا تتواصل مع الناس، خوفاً من انكشاف ثقافتها، ولا فائدة من عمل لا يرشح للناس من القصيدة العمودية الملتفة بمشلحها القديم، أو طبع كتب النخبة، التي لا يقرأها غيرهم. الأندية الأدبية في كل المدن صامتة كالقبور، متكئة على ثروة من المال لا تفيد أحداً، ولا تفيد الثقافة، ومتكئة على انتخابات عبثية مقررة سلفاً، وهذا عكس جمعيات الفنون التي تخدم الفنون السبعة بأريحية مع ضعف ميزانياتها، وأنشطها جمعيتا جدة هذه الأيام. قم بزيارة للأندية الأدبية، ثم قم بزيارة لجمعيات الفنون وقارن عدد المستفيدين وورش العمل لتعرف أن ما فعله نادي جدة حسداً للجمعيات على نشاطها وحيويتها. قال الأستاذ سلطان البازعي، رئيس الجمعية العربية للثقافة والفنون «إن نشاطاً واحداً في الجمعية يكلف كثيراً، بينما أنشطة النادي المنبرية لا تكلف شيئاً يذكر». وأضيف لما قال: إن أقل عمل مسرحي مكتمل يكلف نصف مليون ريال، بينما النشاط المنبري يكلف ألفي ريال للمتحدث، وشتان بين مسرحية ومعرض فن تشكيلي وحفلة موسيقية، أو دورات مكلفة بالفنون السابقة والسينما، وبين رجل يتحدث على أربعة رجال في قاعة النادي البائسة. في أمر المقر جاء الملاك المتبرعون به، وأقروا بحق الجمعية في استعماله ونقل ملكيته لهم حتى لا يتسبب الحسد في إثارة ضجة أخرى، (وإذا أراد الله نشر فضيلة.. طويت أتاح لها لسان حسود). فماذا أراد بعض أعضاء النادي الأدبي من هذه «الشوشرة» على جمعية أهلية تخدم الفن والفنانين منذ أربعين سنة وتقدم عطاء للهواة يجعلهم يعتلون المسارح محترفين؟! تمنينا أن يكون مثقفو النخبة في الأندية الأدبية أكبر من هذه التصرفات، ويا ليتهم نافسونا برعاية المواهب، وعرض فنون وموسيقى كما كان النادي الأدبي في الرياض في الثمانينيات وتوقف الآن.