تواصلت المعارك العنيفة في منطقة وادي بردى غرب دمشق بين الثوار من جهة وقوات الأسد والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى بحسب ما أكدت شبكة شام الإخبارية، وقالت الشبكة إن قوات الأسد وميليشيات حزب الله الإرهابي شنت هجوما في محاولة للتقدم والسيطرة على المنطقة، وأشارت الشبكة إلى أن الثوار تمكنوا من تدمير دبابة وقتل وجرح عدد من عناصر قوات الأسد. وأوضحت الشبكة أن المعارك تجري وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف جداً، في وقت تعرضت مدينة الزبداني وبلدة مضايا لقصف مدفعي دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين. وفي الغوطة الشرقية تستمر المعارك العنيفة على جبهة كتيبة الصواريخ في بلدة حزرما عقب تمكن الثوار يوم الأحد من استعادتها، حيث تحاول قوات الأسد السيطرة عليها مرة أخرى. من جهتهم شن قادة الفصائل العسكرية، الموقعة على اتفاق الهدنة في أنقرة؛ هجوماً لاذعاً، على الهدنة متوعدين بالرد على الخروقات، خاصة في وادي بردى التي تشهد تصعيداً متواتراً وسط أخبار عن مشاركة روسيا (أحد الضامنين في الهدنة) فيما تعانيه قرى وبلدات وادى بردى، وأجمع قادة الفصائل على أن الهدنة بحكم المنتهية. واعتبر أبو عيسى الشيخ قائد ألوية صقور الشام، أن الهدنة «محض استخفاف وازدراء أراد بها النظام وحلفاؤه الاستفراد بمنطقة تلو الأخرى»، واصفاً التمسك بهدنة كاذبة هو خيانة لدماء الشهداء. وتوعد الشيخ النظام الذي يصر على إشعال جبهة وادي بردى والغوطة ب «إشعال الجبهات جميعاً على ميليشياته»، مؤكداً على أن ما دون ذلك هو «الخيانة والبيع». من جهته أكد المقدم فارس بيوش قائد جيش إدلب الحر أن وادي بردى موقعه ليس في دمشق وإنما في قلب كل ثائر ونصرته حق على كل حر، وأضاف: «العسكريون هدفهم حماية أهلهم وليس حماية أنفسهم، فهم يقدمون أرواحهم ليدفعوا عن غيرهم الظلم والعدوان». وأكد قائد لواء شهداء الإسلام، أن الهدنة لن تقبل أي استثناءات، معتبراً «استمرار النظام في اقتحام وادي بردى وتقدمه يعني أن الاتفاق بات تحت أنقاض بيوت وادي بردى المهدمة». وشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أهمية التطبيق الشامل والكلي لوقف الأعمال العسكرية والعدائية، وفي بيان حول اتفاق وقف إطلاق النار أدان الائتلاف الوطني استمرار سلطة بشار وإيران والميليشيات الإرهابية التابعة لهما بالخروقات وارتكاب جرائم حرب، خاصة في منطقة وادي بردى، داعياً مجلس الأمن والأطراف الضامنة إلى وقف الهجمات فوراً وإدانة مرتكبي الخروقات ومعاقبتهم. وقال البيان إن النظام يضرب بعرض الحائط كل الدعوات الدولية للالتزام بوقف إطلاق النار. وحثّ الائتلاف الوطني مجلس الأمن على تبني قرار يطالب بخروج جميع الميليشيات الأجنبية من سوريا على الفور، وإلزام جميع الأطراف بالتوقف عن دعمها أو توفير غطاء سياسي أو قانوني لها. وشهدت الهدنة عشرات الخروقات الجسيمة منذ بدايتها في 30 يناير الماضي، وبشكل خاص في وادي بردى الغوطة الشرقية وريف درعا، فيما ينتظر من الهدنة أن تكون البوابة لانطلاق مفاوضات مباشرة بين المعارضة والنظام في الأستانة لوضع أسس الحل السياسي.