أعلنت لجان التنسيق المحلية انهيار المفاوضات بين ثوار سوريا والجانب الإيراني حول الزبداني. وقالت إحدى فصائل جيش الفتح «حركة أحرار الشام» إن انهيار المفاوضات يأتي بسبب إصرار إيران على التهجير الكامل لسكان المدينة وما حولها وهو ما رفضه أهالي الزبداني وأعلنوا في بيان رفضهم الخروج من المدينة. وإثر انهيار المفاوضات، انهارت هدنة وقف إطلاق النار التي تم تمديدها الجمعة في الزبداني بريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة المواليتين في ريف إدلب. وجرت اشتباكات متقطعة على أطراف بلدتي مضايا وبقين بين قوات الأسد وحزب الله من جهة والثوار من جهة أخرى، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على قرية بسيمة في وادي بردى، وتعرضت مدينة الزبداني لقصف مدفعي عنيف من نقطتي الأتاسي والمعسكر، فيما اندلعت اشتباكات في محيط بلدتي الفوعة وكفريا استخدمت فيها المدفعية وقذائف الدبابات، بعد انهيار المفاوضات بين حركة أحرار الشام والوفد الإيراني. يذكر أن الهدنة بدأت الأربعاء الماضي بين الطرفين لمدة 48 ساعة، شملت وقفاً لإطلاق النار في الزبداني الخاضعة للثوار، وبلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام في ريف إدلب. من جهة أخرى، أعلن عدد من الفصائل في الغوطة الشرقية «أجناد الشام وجبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام» عن بدء معركة أطلقوا عليها «نصرة مدينة الزبداني» تهدف للسيطرة على إدارة المركبات الواقعة بين بلدات عربين وحرستا ومديرا، ومع الهجوم المفاجئ تمكنوا من السيطرة على المعهد الفني وعلى جامع العجمي الواقع على طريق الإمداد وقتلوا وجرحوا عديداً من قوات الأسد، وردت طائرات الأسد بشن أكثر من 20 غارة جوية على البلدات المحيطة بإدارة المركبات، وفي جبهة داريا المشتعلة تمكن الثوار من قتل 12 عنصراً وأسر عدد آخر في المعارك الدائرة في المدينة. من جهته، أشاد الائتلاف الوطني السوري بهمم الثوار على جبال الزبداني وتلالها، معبراً عن اعتزازه بنخوة وشهامة كافة ثوار سوريا، الذين سارعوا لدكّ معسكرات ومعاقل نظام الأسد بهدف تخفيف الضغط عن إخوانهم في الزبداني وبتجسيد حقيقي وحيٍّ لهتاف «الشعب السوري واحد». وأوضح الائتلاف أن أبطال مدينة الزبداني ممن حملوا شعلة الثورة في سوريا يدركون أن المفاوضات التي بدأت مع ممثلي المحتل الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي لا ختام لها إلا بصمودهم على مختلف الجبهات. وأشار إلى أن مفاوضات ممثلي المحتل الإيراني مع الثوار تركزت على تهجير سكان مدينة الزبداني، ومن ثم العمل على توطين مرتزقتهم في المدينة بعد إعطائهم الجنسية السورية فيحولها إلى معقل موالٍ لزمرة الأسد وإيران في سياق مشروع التقسيم الطائفي الذي ما فتئ النظام الإيراني يسعى لتطبيقه في سوريا عبر التهجير الديمغرافي. ولفت إلى أن النظام الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي وكالعادة مع كل هزيمة وفشل عسكري يتكبدونه يحاولون الظهور بصورة المنتصر رغم خسائرهم الفادحة في كل المناطق السورية، وعلى الرغم من السيطرة الجوية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة ضد مدينة الزبداني من براميل متفجرة وصواريخ؛ لم يتمكن نظام الأسد والميليشيات الإرهابية المستجلبة من دخول الزبداني والسيطرة عليها، وهو بطبيعة الحال ما يكشف فشل الحملة العسكرية، ويؤكد بأن ثورة السوريين منتصرة مهما تعرضت للمؤامرات والتحديات.