قُتل حوالي ثلاثين شخصاً على الأقل أمس في اعتداءين انتحاريين متزامنين في سوق مزدحم ببغداد هما الأسوأ منذ شهرين في العاصمة العراقية قبل ساعات من انتهاء العام، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما. وفجَّر الانتحاريان نفسيهما بشكل شبه متزامن في ساعة مبكرة يكون السوق خلالها مكتظاً بالباعة والزبائن، لا سيما عشية عيد رأس السنة. وأدَّى الانفجاران إلى تحطم الواجهات ورفوف عرض البضائع وتناثر الحطام على الأرض الملطخة بالدماء. وذكر عقيد في الشرطة أن «هناك 27 قتيلاً و53 جريحاً». وأكد مسؤول كبير في وزارة الداخلية ومصدر طبي هذه الحصيلة. وقال تاجر يُدعى إبراهيم محمد علي أن «عديداً من الضحايا كانوا موظفين في محلات تبيع قطع تبديل، كانوا متجمعين حول رفوف لتناول الفطور حين وقع الانفجاران». ويلقي هذا الاعتداء بظله على عيد رأس السنة في بغداد، حيث يعتزم السكان الاحتفال في الشوارع بالرغم من الوضع الأمني المتوتر. كما يأتي في فترة من الهدوء النسبي في العاصمة العراقية. ودانت وزارة الخارجية الفرنسية «الهجوم الشنيع الذي أودى بعشرات الأشخاص وأصاب كثيرين آخرين». وقال المتحدث باسمها في بيان، إن فرنسا التي «تشارك في التحالف الدولي ضد داعش تؤكد مجدداً دعمها العراق في الحرب ضد الإرهاب والمصالحة الوطنية». ووقع آخر اعتداء ضخم في بغداد في أواسط أكتوبر عندما فجَّر انتحاري حزامه الناسف خلال مجلس عزاء بحي الشعب موقعاً 34 قتيلاً على الأقل. ويكشف اعتداء أمس مدى هشاشة الوضع الأمني في العراق، حتى في المناطق التي استعادتها القوات العراقية من التنظيم خلال هجومها العسكري الواسع النطاق في شمال البلاد. وعلى مسافة بضعة كيلومترات إلى الغرب، داخل مدينة الموصل، باشرت قوات الشرطة والجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، الخميس، المرحلة الثانية من هجومها الواسع النطاق لاستعادة السيطرة على الجانب الشرقي لمدينة الموصل من تنظيم داعش الذي يحتلها منذ يونيو 2014. واستعادت القوات العراقية منذ إطلاق المرحلة الأولى من عملياتها في 17 أكتوبر، كثيراً من أحياء شرق المدينة التي يقسمها نهر دجلة إلى قسمين، لكن التنظيم ما زال يسيطر على قطاعها الغربي. وفي شرق الموصل، تواجه قوات الجيش والشرطة المدعومة من ضربات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، مقاومة شديدة من التنظيم. ولا يزال يوجد في المدينة عدد كبير من المدنيين.