ارتبطت هواية جمع القطع الأثرية، بنفوس محبيها من الأحساء، حتى أصبحت جزءاً أصيلاً من حياتهم، عبروا فيها عن تمسكهم بحضارتهم، فرغم تكلفة هذه الهواية مادياً إلا أنهم مازالوا يبحثون عن كل ماهو قديم ومميز، ليشبعوا شيئاً في أنفسهم نابعاً من حبهم لتراث الأحساء، ويحفظوا بذلك ذكريات الأجداد. «الشرق» التقت ببعض هواة جمع التراث، على رأسهم حيدر صادق الناصر، الذي أبدى شغفه بحب القطع التراثية الشعبية منذ أن كان في المرحلة الابتدائية، حيث بدأ بجمع الطوابع والعملات النقدية، وأول قطعة نقدية حصل عليها كانت من جدة، تعود للمغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله-، حتى وصل عدد القطع التي جمعها 1800 قطعة، بعضها اشتراها وأخرى حصل عليها كهدايا، حيث استغرق في جمعها 30 عاماً، و مازال يطمح في زيادتها. متحف الناصر وأشار الناصر أنه جمع هذه القطع في مكان واحد عام 1435ه وسماه «متحف الناصر» حيث يقع في الجهة الشرقية من بلدة التهيمية بالقرب من مغارة جبل القارة، على مساحة 70 متراً مربعاً، بالإضافة إلى وجود المسجد الأثري الذي يتجاوز عمره 400 عام، ويقع بالقرب من المتحف، فضلاً عن ساحة مواقف السيارات التراثية والقهوة التراثية. ويحتوي المتحف على قطع تراثية شعبية ومخطوطات، منها خطاب موجه لصاحب السمو الأمير عبدالمحسن بن عبدالله بن جلوي -يرحمه الله-، وخطاب للمملكتين الحجازية والنجدية، وعملات وسيارات كلاسيكية وطوابع وكتب وأدوات الفلاحة والحدادة، كما يحتوي على مجلس شعبي وغرفة عروس وركن للحلاقة، والبقالة. وبيَّن الناصر أن المتحف يخضع إلى تحديث دائم لترتيب القطع، ويزوره الناس من مختلف المناطق، وفي كل مرة يرى الزائر تغيراً وتنوعاً في المعروضات، مبيناً أن أغلى القطع التراثية في المتحف هي مخطوطة من القرآن الكريم عمرها 150 عاماً، حصل عليها من أحد أصدقائه، وأقدم قطعة هي عملة معدنية تعود لسنة 300 للهجرة للدولة العيونية. وأشار إلى أنه صرف على متحفه أكثر من ربع مليون ريال، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى عمل أكبر متحف يهتم بالتراث الوطني والإرث الشعبي، بهدف غرس حب التراث في الأجيال الجديدة وتعريفهم بماضي الأجداد وحثهم على الحفاظ عليه. مضيفاً أنه لا يمانع في أن يشارك بهذه القطع الأثرية في المهرجانات سواء كانت داخلية أو خارجية لو أتيحت له الفرصة وحصل على الدعمين المادي والمعنوي، كما أنه مستعد لمساعدة الشباب المهتمين بجمع التراث الوطني. ومن الناصر إلى عاشق آخر للتراث، بدأت هوايته في جمع القطع الأثرية منذ نعومة أظافره، يقول جعفر أحمد الخواهر: «بدأت هوايتي في جمع الآثار منذ الصغر، وكان أول ما حصلت عليه أدوات شخصية لجدي الشيخ حسين الخواهر – يرحمه الله -، وكبر في داخلي حب التراث، حتى افتتحت متحف دار التراث في المنصورةبالأحساء، حيث يقع على طريق المسار السياحي لجبل القارة، على مساحة 1000 متر مربع ويتكون من دورين، حيث تأسس في عام 1418ه، كانت مساحته في البداية 150 متراً مربعاً؛ دور أرضي، ثم تم تطويره فأصبح مكوناً من دورين وازدادت عدد القطع التراثية فيه، ويحتوي المتحف على مخطوطات قديمة من القرآن الكريم، وكتاب البخاري و6 سيارات أقدمها نوع بيجو موديل 1948م بالإضافة إلى كثير من العملات الورقية والمعدنية والأدوات النحاسية كالدلال الحساوية والمحماس الحساوي القديم. وأكد الخواهر أن عدد القطع الأثرية في المتحف بلغ 4 آلاف قطعة، يقول: «طموحي ليس متوقفاً على عدد معين من القطع التراثية، وأسأل الله أن يوفقني وأجمع كثيراً، وقد قضيت 20 عاماً في تجميع القطع التي بحوزتي الآن، حيث حصلت عليها من الأقارب والأصدقاء ومن خلال شرائها»، مضيفاً أقدم قطعة في المتحف تجاوزت 400 سنة وهي عبارة عن سيف. وأشار إلى أنه صرف على هذه القطع 3 ملايين ريال، مشيراً أن هدفه من جمعها هو المحافظة على إرث الأجداد بالإضافة إلى أنها هوايته منذ الصغر. وذكر الخواهر أن أهم الصعوبات التي اعترضته خلال جمع هذه القطع، هي فحصها والتأكد من أنها أصلية، وكذلك نقلها من مكانها إلى المتحف. وأشار إلى أنه لا يشارك بهذه القطع الأثرية في المهرجانات سواء كانت داخلية أو خارجية، مبيناً أنه على أتم استعداد لمساعدة كل من يهتم بهذه الهواية، لافتاً أن هناك شخصيات اجتماعية زارت المتحف، منهم وزيرة سياحة المكسيك السيدة جلوريا ومساعدتها والقنصل العام للسياحة في فرنسا والبرتغال، ومدير مكتب حقوق الإنسان بالشرقية اللواء عبدالله بن صالح السهيل، والمِؤرخ والأديب الشيخ جواد الرمضان. عبدالرزاق عبدالعزيز العرب، أحب أن يحمل متحفه للتراث اسمه، أنشأه عام 1405ه، بعد زيارته لبعض المعالم الأثرية في الأحساء عام 1400ه، ويقع المتحف في حي الشهابية بالهفوف في محافظة الأحساء، ويحتوي المتحف على كثير من الأقسام، أبرزها ركن التعليم السعودي، وركن شركة أرامكو، وركن ألعاب الأطفال، غرفة العروس، ركن الطفل، البقالة، الصحافة والإعلام، الفصل الدراسي، العملات الورقية والمعدنية، الأجهزة الكهربائية، الدلال والترامس، المطبخ، الأواني الفخارية، الدراجات الهوائية. وقال العرب: «زار المتحف عدد من الشخصيات من داخل وخارج المملكة، وأول ما حصلت عليه من المقتنيات هي ماكينة طحن قهوة، ثم توالت القطع، وأطمح في جمع المزيد». ولفت أن مصادر هذه القطع الأثرية كثيرة، أهمها الأسواق الشعبية والمحلات المهتمة ببيع القطع التراثية في الأحساء وخارجها، يقول: «جميع ما حصلت عليه ثمين بالنسبة لي، ولكن لدي منهج دراسي بحثت عنه 12 عاماً لكي تكتمل المناهج عندي، وأحمد الله أني حصلت عليه». وأشار العرب أنه يملك قطعة تراثية يتجاوز عمرها 100 عام، ويطمح لأن يحصل على قطعة أرض، ينفذ عليها متحفاً متكاملاً وسط مدينة الهفوف. وبيّن أنه شارك في كثير من المهرجانات، من أهمها مهرجان حسانا فلة، والمهرجانات التي تقام في قصر إبراهيم وأيضاً في حديقة الملك عبدالله البيئية والمدرسة الأميرية وجمعية الثقافة والفنون في الأحساء وكثير من المدارس الحكومية والأهلية»، وأضاف: «ليس عيباً أن نتطور ولكن العيب أن ننسى تاريخ الآباء والأجداد». اشتهرت بطبيعتها الغناء، ومواقعها الأثرية والتاريخية في المملكة، التي جعلت من سكانها عاشقين لإرث الأجداد. وهي أكبر واحة نخيل عربية، يطلق عليها البعض لقب بحر النخيل لأنها تضم على أراضيها مساحات هائلة من النخيل. -جبل القارة، قصر إبراهيم، متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي، بيت الملا (البيعة)، المدرسة الأميرية الأولى، متنزه الأحساء الوطني، سوق القيصرية، سوق النساء الشعبي، سوق السويج وسوق الذهب، عين الجوهرية، مسجد جواثا، متنزه الملك عبدالله البيئي، موقع الدور، ميناء وشاطئ العقير، بحيرة الأصفر، مقهى السيد التراثي، أسواق القرية الشعبية.