أكد وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، استعداد الحكومة الشرعية للمشاركة في اجتماعٍ بشأن اليمن دعت الأممالمتحدة إلى عقده في الأردن. في غضون ذلك؛ دعت وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية إلى تحقيقٍ في وفاة صحفيّ بصنعاء، ملاحظةً أنه كان يعدّ تحقيقاتٍ بشأن وقائع فسادٍ تدين الانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح). وبعد اجتماعٍ مع أمين عام الجامعة العربية أمس في القاهرة؛ أعلن وزير الخارجية اليمني استعداد الشرعية للمشاركة في اجتماع «لجنة التهدئة والتواصل» الذي دعا المبعوث الأممي إلى عقده في الأردن. وقال عبدالملك المخلافي إنه وضَع الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، في «صورة اجتماع اللجنة الرباعية بشأن اليمن، الذي عُقِدَ الأحد الماضي في الرياض، وموقف الحكومة اليمنية وحرصها على السلام». وشدد في تصريحاتٍ للصحفيين «مستعدون للمشاركة في اجتماع لجنة التهدئة والتواصل في عمّان الذي دعا (المبعوث إسماعيل) ولد الشيخ أحمد إلى انعقاده (الأسبوع المقبل)، ونقدر كل الجهود الدولية من أجل الوصول إلى سلام في اليمن»، في حين اتهم الحوثيين برفض كل خطط السلام والتمسك بالانقلاب واستمرار الحرب. وذكر المخلافي أن أبو الغيط أكد له «وقوف الجامعة العربية مع اليمن وحرصها على دعم وتأييد الحكومة الشرعية وأمن واستقرار وسلامة الأراضي اليمنية ووحدة البلاد». ونقلت مواقع صحفية عدّة تصريحات الوزير، ومنها «المصدر أونلاين» اليمني. وكتب الموقع أن اجتماع عمّان يستهدف التمهيد لهدنة جديدة ومشاورات سياسية؛ ويأتي كثمرةٍ للاجتماع الأخير للجنة الرباعية (وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات)، الذي شاركت فيه عُمان أيضاً فضلاً عن المبعوث الأممي. وأفاد الموقع نفسه بأن مهمة لجنة التهدئة تتمثل في مراقبة وقف إطلاق النار داخل المدن اليمنية مستعينةً بلجان تهدئة فرعية. في سياقٍ آخر؛ طالبت وزارة الإعلام اليمنية الأممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي بسرعة التدخل لنقل جثمان الصحفي محمد عبده العبسي إلى مدينة عدن (جنوب)؛ لتشريح جثته بعد شكوك حول اغتياله في صنعاء التي يحتلها الانقلابيون. وألمحت الوزارة، في بيانٍ لها، إلى احتمال اغتيال الانقلابيين الصحفي والأديب الشاب (35 عاماً) الذي قيل إن «سكتة قلبية» وراء وفاته. وجاء في البيان «العبسي الذي كان يعمل في واحدةٍ من مؤسسات الوزارة قبيل الانقلاب؛ عمِل على تحقيقات استقصائية في أيامه الأخيرة تتناول قضايا خطيرة ووثائق تدين الانقلابيين خاصةً تلك التي تتعلق بالنفط والسلاح». ولفتت الوزارة إلى «تحقيقات استقصائية نشرها العبسي في مدونته مؤخراً وتتعلق بالسوق السوداء للنفط والغذاء وتكشف أن إجراءات الانقلابيين هي التي تقف وراء حصار اليمنيين في الداخل». وشدد البيان على ضرورة أن يحظى حادث وفاة العبسي، الغامض والمفاجئ، بتحقيق عادل ومنصف بعيداً عن مكان الوفاة وضغوط النافذين في سلطات الانقلاب. وأعرب وزير الإعلام، معمر الإرياني، عن ألمه لرحيل الصحفي الشاب، الذي توفي ليلة أمس الأول في صنعاء. ورأى الوزير، في برقية عزاء إلى أسرة الصحفي الراحل، أن «رحيله يمثل خسارة كبيرة للوسط الصحفي والإعلامي الذي فُجِعَ بهذا الرحيل المبكر»، معتبراً أن «العبسي وضع بصمات لا تُنسَى خلال سنوات قليلة من عمله الصحافي، وقد كان مثار إعجاب الجميع لامتلاكه قدرات صحفية خاصة واستثنائية واطّلاع واسع في عديد من المجالات، وعلى وجه الخصوص المجال الأدبي». ولم تستبعد نقابة الصحفيين اليمنيين وقوع عملية اغتيال للعبسي، مطالِبةً بتحقيق مستقل في ملابسات وفاته «في ظروف غامضة»، بحسب العضو في مجلس النقابة، نبيل الأسيدي. وأبلغ الأسيدي وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بقوله «النقابة لا تستبعد تعرض العبسي لعملية اغتيال، خاصةً أن هناك شبهات ولغطاً كبيراً حول ملابسات الوفاة المفاجئة للزميل الذي عُرِفَ بكشفه كثيراً من قضايا الفساد». ودعا عضو مجلس النقابة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المشاركة في إجراء تشريح للجثة وتحقيق مستقل بعيداً عن تدخل الميليشيات الانقلابية؛ أو نقل الجثمان إلى الخارج لضمان مصداقية نتائج الكشف والتشريح. وكانت أسرة العبسي أعلنت تأجيل مراسيم الدفن، حتى يتم إجراء تشريح لجثته ومعرفة سبب الوفاة، بحسب ما أوضحت «سبأ». في ذات السياق؛ أعلن موقع «المشهد اليمني» الإخباري احتفاظه برسائل حديثة من الصحفي الراحل يتهم فيها الحوثيين بملاحقته على خلفية عمله الاستقصائي المتمثل في كشف قضايا فساد مالي وإداري واسعة. وكتب الموقع الإخباري أن العبسي تحدث في رسائله عن كونه معرَّضاً للخطر بعدما اقتحم الحوثيون منزله مرات عدَّة كما اعتبر أنهم المسؤولون في حال تعرضه لأي مكروه. ومن أبرز قضايا الفساد التي حقق فيها العبسي بطريقةٍ استقصائية تجارة الحوثيين في النفط بعد قرار تعويم المشتقات النفطية مطلع العام الماضي، بحسب ما أورد «المشهد اليمني». بدورها؛ اتهمت أسرة مُعلِّم الحوثيين بتصفيته داخل سجنٍ تحت سيطرتهم في مديرية بني مطر (غرب صنعاء). وقال بيانٌ لأسرة المعلِّم، ويُدعى أحمد الحاج، إنه تعرض للتعذيب على يد حوثيين داخل السجن بعد مرور حوالي 3 أشهر على اختطافه واعتقاله. وجاء في البيان الذي نشره «المصدر أونلاين» أنه تم اختطاف الحاج مطلع سبتمبر الماضي من منزله في منطقة شملان مع نجله وزوجته قبل الإفراج عن الأخيرة. وأبلغت الميليشيات أفراد أسرة الحاج، في ال 12 من ديسمبر، بمقتله وطلبت منهم تسلم الجثة، بحسب البيان الذي طالب بالإفراج عن نجل المُعلِّم كونه لا يزال معتقلاً، كما طالب المنظمات الدولية بإجراء تحقيق لمحاسبة القتلة. وفي العاصمة المؤقتة عدن؛ وجَّه رئيس الحكومة الشرعية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ب «معالجة كافة الإشكاليات» التي ظهرت في آلية صرف رواتب العسكريين. وشدد رئيس الحكومة على وجوب استكمال الإجراءات التحضيرية لصرف الرواتب وحصر كشوف المستفيدين. ووجَّه، بحسب وكالة «سبأ»، بالبدء الفوري في تسليم رواتب الجيش والأمن في محافظة تعز (جنوب غرب)، منبهاً إلى «أهمية ضبط آلية الصرف ورفع مستوى التحري والدقة في اعتماد قوائم البيانات وعدم السماح بأي خلط أو أخطاء في الأسماء والرتب العسكرية». وصدرت توجيهات ابن دغر لدى التقائه، أمس في عدن، لجنة صرف مرتبات المنطقة العسكرية الرابعة برئاسة وزير الزراعة والري، أحمد الميسري. وأوضح الميسري أن الصرف يشمل نحو 30 ألف منتسب إلى الجيش والأمن، متحدثاً عن بعض الصعوبات والتحديات، فيما طلب منه ابن دغر مضاعفة الجهود للتخفيف من معاناة المنتسبين. والمنطقة الرابعة، وهي واحدة من 7 مناطق عسكرية في اليمن، تشمل محافظاتعدن (مركز قيادتها) وتعز ولحج والضالع وأبين. ميدانياً؛ قُتِل 4 من المسلحين الحوثيين أمس وجُرِحَ 6 آخرون في كمينٍ بمحافظة الضالع (جنوب) أعدَّه مقاتلون مقاومون موالون للشرعية، بحسب ما أفاد مصدرٌ أمني. في حين وقعت معارك عنيفة في مديرية القريشية التابعة لمحافظة البيضاء (وسط)، بحسب «المصدر أون لاين». ونقل الموقع عن مصدرٍ في المقاومة أن مواجهاتٍ اندلعت بين مقاومين وانقلابيين في القريشية واستمرت ساعات «إثر هجوم شنته عناصر الميليشيات على مواقع للمقاومة» في منطقة تابعة للمديرية. وأفاد المصدر «هجوم الحوثيين جاء عقب استقدامهم تعزيزات عسكرية شملت مجموعة من الدبابات والهاونات والرشاشات الثقيلة متمركزة في مواقع الروق والخرابة وجربة النود وعرقوب القصب». ووفقاً للموقع الإخباري؛ تسيطر المقاومة الشعبية، التي تشكِّل مع الجيش الوطني قوات الشرعية، على غالبية أراضي القريشية بعد معارك عنيفة مع الميليشيات التي تلجأ إلى قصف منازل المدنيين بقذائف الهاون بصفة شبه يومية. على صعيدٍ مختلف؛ قُتِلَ 3 من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في شبوة (جنوب) إثر غارة جوية شنتها طائرة دون طيار، بحسب ما أفادت مصادر أمنية يمنية أمس. وقالت المصادر إن «3 من عناصر القاعدة قُتِلوا مساء الثلاثاء في غارةٍ جويةٍ لطائرة دون طيار استهدفت مركبة للتنظيم في (…) محافظة شبوة»، مُبيِّنةً «الغارة استهدفت المركبة (…) ما أدى إلى احتراقها وتفحم جثث العناصر الذين كانوا على متنها وعددهم 3». ولم تحدد المصادر هوية الطائرة، لكن سبق للولايات المتحدة الإعلان عن غارات مماثلة ضد عناصر القاعدة في أراضٍ يمنية.