«أين كتائب القسام من المشاركة في الرد على الهجمة الإسرائيلية؟» سؤال يطرح نفسه بقوة في الشارع الغزاوي، بعد أن تصدر مشهد المواجهة مع الاحتلال قبل أيام عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، وفي مقدمتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بينما اكتفت «القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، بإصدار بيانات تحذير للاحتلال من مغبة أفعاله. أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، ناجي شراب، يعتبر أن الموقف الأخير لكتائب القسام سلمي بامتياز، حسب وصفه، وفيه تغليب للمصلحة الوطنية العليا على مصالح شخصية أو حزبية لأنه يفوِّت على إسرائيل فرصة تحويل التصعيد الحالي إلى عملية واسعة النطاق حال إعلان «القسام» تدخلها المباشر في الرد. ويربط شراب بين موقف «القسام» وما يسميه نهج حركة حماس في المزاوجة ما بين العمل المقاوم والسلطة في غزة، معتقدا أن حماس في هذه المرحلة تقدم دعمها اللوجستي للمقاومة دون الإعلان رسمياً عن مشاركتها بالتوازي مع القيام بتحركات دبلوماسية على المستويين العربي والدولي لوقف التصعيد الإسرائيلي على غزة وتجنيبها حرباً جديدة. لكن شراب يتوقع أن تتدخل حماس بقوة حال تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية، مشيرا إلى قناعته بأن الحركة شاركت في الرد على التصعيد الأخير ولكن في السر كما لم تمنع باقي الفصائل الفلسطينية من تنفيذ هجماتها الصاروخية على المدن والبلدات الإسرائيلية. بدوره، يؤكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس، مشير المصري، أن الجناح العسكري للحركة موجود بالفعل على أرض الميدان ويقاتل لكنه حريص على العمل بعيداً عن العرض الإعلامي، معتبرا من يعتقد ترك حماس لخيار المقاومة مخطئا. ويقول المصري، في تصريحات ل «الشرق»، إن عدوانا بحجم الذي شهدته الأيام الماضية لا يمكن لفصائل المقاومة الرد عليه دون تنسيق فيما بينها، مضيفا أن هناك اتفاقا بين الفصائل على سياسة التدرج في عمليات قصف المدن والبلدات الإسرائيلية بدليل استهداف مواقع جديدة تابعة للاحتلال.