بعد تجاربها المتسلسلة؛ وضعت التشكيلية السعودية مهدية آل طالب، مساء البارحة، تجربتها الجديدة «أثر خشيبات» في جمعية الثقافة والفنون بجدة، في معرضٍ يستمرّ عشرة أيام. المعرض افتتحه المستشار أحمد الحمدان في صالة عبدالله القصبي، ومن المقرّر أن يذهب ريعه إلى جمعية «إبصار» المعنية برعاية المكفوفين. ويقدم المعرض رؤية تشكيلية جديدة، باعتماده على «الخشب» كخامة أولى ليكون حسب آل طالب «رسالة إنسانية، في هذا الزمن وتغيراته المتسارعة المرهونة بالثورة المعلوماتية وتقنياته». وآل طالب تشكيلية سعودية مهمّة، بدأت أولى مشاركاتها عام 1992 في معرض جماعي ضمّ هواةً ومحترفين. ثم تسارعت خطواتها، متنقّلة في تجارب متنوعة الخامات، وشاركت في معارض جماعية وثنائية ورباعية. ثم قدمت معرضها الشخصي الأول في 2010، ومنه انطلقت إلى خطوات أوسع، لتزور مشاركاتها ومعارضها بعض دول الخليج وتركيا ومصر وفرنسا وإيطاليا. وبقدر ما تحمل آل طالب هاجس الخامة؛ فإنها تسعى إلى بناء قضايا كُبرى عبر أعمالها، مستخدمة تقنيات الرمز والإسقاط والتعبيرات المجازية، وكأنها تعيش قلق التجربة بحرفية وصبر طويل. ومن أهمها اشتغالات بسؤال الهوية وارتباكاتها عبر المدرسة التعبيرية المسكونة بالتصوّف والروحانية الواضحة في أسماء لوحاتها. كما اهتمت ب فكرة الصراع الاجتماعي متوقفة عند رموزه تشكيلياً. مهدية آل طالب تشكيلية، لكنّ لديها حسّاً سردياً في التشكيل ذاته، ويظهر ذلك في شخصيات أعمالها فهي تظهر محايدة أو مستسلمة لمصيرها، لكنها ترصد ما يدور حولها دون أن تتدخل في مآلاتها التاريخية الحتمية.