انتزعت الفنانة التشكيلية السعودية مهدية آل طالب جائزة المستوى الأول في المعرض الخامس للفنانات التشكيليات السعوديات، من بين اثنتين وتسعين فنانة تشكيلية تقدمن للمسابقة التي نظمتها وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وذلك بعد أن اختارت لجنة التحكيم والتي تضم في عضويتها عدداً من الفنانين والفنانات وأساتذة الجامعة، مجموعة فنانات سعوديات تتقدمهم آل طالب التي أعربت عن فرحها، شاكرة في اتصال مع "الرياض" وكالة الشؤون الثقافية "لأنهم أقاموا مسابقة مخصصة للفنانات السعوديات واللاتي أصبح الفن من صلب اهتماماتهن". المعرض الخامس والذي سوف يقام خلال شهر محرم لعام 1430، اختار آل طالب لوحدها لجائزة المستوى الأول علماً أن الجوائز الثلاث الأولى تعطى مناصفة إلا أن المستوى الأول حجبت عن المناصفة لتعطى للفنانة مهدية. وفازت بالمستوى الثاني الفنانة رقية منصور الحلال مناصفة مع الفنانة نوال السريحي. واحتلت المستوى الثالث الفنانة غادة آل حسن والفنانة نورة شقير، إضافة إلى المستوى الرابع حيث فازت فيه كل من الفنانات التشكيليات: سيما عبد الحي، حنان الهزاع، خلود الشريف، مسعودة قربان، سارة الوشمي، عواطف آل صفوان، مريم آل جمعة، عواطف المالكي، مشاعل الكليب، أمل فلمبان، علا حجازي، وهبه الوقداني. وتصنف الفنانة مهدية آل طالب من الفنانات السعوديات الجادات والناشطات في الحركة التشكيلية المحلية من خلال تأسيسها لمحترفها الخاص (المدى) في الجارودية والذي تعرض فيه أعمالها بشكل دائم إضافة إلى تخريجها لمجموعات من الفنانات في مجالات التشكيل والفنون البصرية المتعددة. وتتميز آل طالب في أنها من الفنانات القلائل في المملكة اللاتي يشتغلن في فن النحت على الحجر والخامات المتعددة بعد أن أخذت دورة في النحت عند النحات البحريني خليل الهاشمي منذ عشر سنوات، استطاعت فيها أن تقدم منحوتات ومجسمات فنية جديدة إلى جانب دورها البارز في تدريب الفتيات والفنانات لدخول مجال النحت، وهو ما حدث في معرض (قواسم) إضافة لخوضها أخيراً تجربة الجرافيك أو الطباعة بالشاشة الحريرية. وعن تعدد اشتغالاتها الفنية تقول مهدية آل طالب: "أنا في بحث وتجريب مستمر في كل التقنيات التي أعيد صهرها وتشكيلها بعد أن أتقنها لتخدم في نهاية المطاف مشروعي الفني واتجاهي الخاص الذي سوف تلاحظه في أعمالي المتعددة من الزيت مرورا بالنحت ووصولاً إلى الجرافيك". مضيفة أنها سوف تنضم قريبا إلى جماعة الخط العربي لتطوير معرفتها في مجال الخط. وتؤكد الفنانة آل طالب على أهمية إتقان الفنانة لأدواتها مشيرة إلى ان بقدورها محاكاة أي عمل تريد ولكن ليس بمقدور أي كان أن يحاكي أعمالها النحتية خصوصاً بعد أن قدمت للساحة الفنية أكثر من نحاتة بدأن يأخذن مكانهن في مجال النحت "النسوي". ورداً على سؤال حول ما الذي اكتسبته من النحت قالت مهدية مجيبة: "التحدي.. كنت امتلك الصبر ولكن التحدي والإصرار بدأ ينمو في داخلي". متذكرة تجربتها الأخيرة في صب الرصاص وهو في درجات حرارية هائلة إلى درجة أن المقربين منها ابتعدوا وهي تنهي صناعة عملها الفني النحتي من شدة خطورة الرصاص السائل". وحول مسألة تعدد مجالات الاشتغال الفني عند مهدية المتنقلة بين الزيت والجرافيك والنحت، يؤكد رئيس جمعية التشكيليين السعوديين الفنان عبد الرحمن السليمان على أن آل طالب تعي ما تفعل، "لذا اتركوا مهدية تفعل ما تريد" على حد قول السليمان خلال رده على من يرى في تنوع النتاج الفني عند آل طلب تشتيتاً وإضعافاً للمشروع الفني البصري ككل. أما عن ظاهرة وجود فنانات يدخلن الفن التشكيلي من باب التسلية وملء الفراغ، تعلق آل طالب مجيبة بالقول: "من تدخل الفن للتسلية لا تصمد طويلا، تظهر فترة ثم تختفي بخلاف من يبقى حاضرا ومشاركا لسنوات". أما عن تجربتها الأخيرة في الجرافيك (فن الرسوم المطبوعة بالشاشة الحريرية) فتقول مهدية معلقة: "فن الجرافيك موجود إلا أن الفنانين السعوديين لا يعرضون أعمالهم استحياءً حسب ما يرى البعض، نحن في (المدى) وبالتعاون مع فنان الجرافيك المصري أحمد إمام قدمنا هذا العام أول تجربة "جرافيك" لفنانات سعوديات في المملكة وهذا يحسب لنا كفنانات تجرَّأن وخضن تجربة جديدة وعرضناها أمام الجمهور". مؤكدة أن التجربة كانت جريئة واصطدمت بالمحك النقدي البناء في معرض (قواسم) المقام حالياً في نادي الفنون بالقطيف.