أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الوضع في سوريا جد خطير، والوضع في حلب أشد خطورة، فقد تكالبت عليهم عصابات المجوس والروس لتدميرهم ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى ذلك وسيكون النصر لهم، مؤكداً أهمية الحرص على الدعاء لإخواننا في بلاد الشام والحرص على الدعاء في الصلوات وفي الثلث الأخير من الليل، فإن لهم حقاً عظيماً على الجميع، فإن الذي أصابهم مصيبة عظيمة ينبغي على المسلم أن يستشعر ذلك وأن يحرص على ذلك، لأن النبي -صلى الله عليه- وسلم يقول: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إن الدعاء سلاح المسلم، يكون معه في الملمات والشدائد، ويكون عنده إذا وقع الظلم، لقد كان لنا في أنبياء الله أسوة حسنة فنبينا نوح -عليه السلام- دعا الله سبحانه وتعالى حينما دعا قومه ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً فأبوا واستكبروا فقال :(ربنا لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً) فأنجاه الله وأصحاب السفينة وأغرق قومه، وكذلك موسى -عليه السلام- في الآية الكريمة قال تعالى :(ربنا اشدد على قلوبهم فلا يأمنوا حتى يروا العذاب الأليم، قال لقد أجيبت دعوتكما فأنجاه الله وأغرق فرعون وقومه)، وكذلك دعوة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر :»اللهم إني أسألك نصرك الذي وعدتنا»، فأعز الله جنده ونصر عبده. وتناول آل الشيخ في خطبته موضوع البركة، قائلاً: إذا لقي المسلم أخاه قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفي صلاته يقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وفي دعاء القنوت اللهم بارك لنا فيما أعطيت ويقول المبارك للزوجين بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، اذاً فما هي حقيقة البركة، البركة هي الثبات والدوام وهي النماء والزيادة فلذلك قال الله تعالى عن كتابه :(وهذا ذكر مبارك أنزلناه). وقال: البركة في الناس فقد كان يكفيهم القليل من الطعام والبيت الواحد يحوي عدداً من الأسر وطعام الواحد يكفي الإثنين فماذا حصل للناس اليوم، أضاقت أرزاقهم أم ضاقت نفوسهم أم قصرت أوقاتهم أو هل قصرت هممهم، لقد تفجر على الناس اليوم من كنوز الأرض ومن الخيرات ما لم تكن معروفة عند من قبلهم ولكن البركة قد محقت، إن الناس اليوم قد غلب عليهم الشكوى من الفقر مع كثرة الخير فلم يكشفوا إلا فقراً وقهراً بشكواهم مع أن الخير موجود، ولذلك قال عيسى -عليه السلام- :»إن البركة ليست بالكثرة ولكن الكثرة من البركة».