اتهمت مصادر محلية في محافظة البيضاء (وسط اليمن) مسلحين حوثيين باقتحام جامعٍ أمس للجمعة الثانية على التوالي، فيما وقعت اشتباكاتٌ مسلحة في مديرية ذي ناعم التابعة للمحافظة نفسها. وذكرت المصادر، لوكالة الأنباء اليمنية الموالية للشرعية "سبأ"، أن عناصر من ميليشيات الحوثي- صالح الانقلابية اقتحمت جامع التوحيد في مدينة البيضاء (عاصمة المحافظة) وحاولت فرض خطيبٍ موالٍ لها بالقوة، فيما صعد الخطيب الأصلي إلى المنبر وبدأ خطبته بمجرد مشاهدة المقتحمين. ووفقاً لما أوردته "سبأ"؛ حاول المقتحمون منع الخطيب من إكمال خطبته التي كان بدأها للتو لكن عدداً من المصلين تجمَّع حوله، ما دفع الانقلابيين إلى إطلاق الرصاص عشوائياً داخل الجامع، وبالتالي وقعت إصابات بين المصلين الذين جرى اختطاف عددٍ منهم. وكانت الوكالة أفادت، قبل أسبوع، باقتحام مسلحين انقلابيين الجامع ذاته أثناء خطبة الجمعة بغرض فرض خطيبٍ موالٍ لهم، وهو ما تصدى له الخطيب الأصلي والمصلون، ليتكرر الأمر في الجمعة التالية. وأكد موقع "المصدر أونلاين" الإخباري اليمني ما أوردته "سبأ". وكتب: "هذا الجامع الذي يهاجمه الحوثيون بغرض الاستيلاء عليه يعد من أهم وأكبر مراكز التيار السلفي في محافظة البيضاء" التي تشهد مواجهاتٍ مستمرة بين الشرعية والانقلاب. وأفاد الموقع، نقلاً عن شهود عيان، بوقوع إصابات بين عددٍ من المصلين جرَّاء إطلاق المسلحين الرصاص عليهم داخل الجامع. وذكر الشهود أن المقتحمين حاولوا فرض خطيبٍ بالقوة واختطفوا عدداً من المصلين ونقلوهم إلى سجنٍ تحت سيطرة الانقلاب. وفي التقرير الذي نشرته قبل أسبوع؛ ذكرت "سبأ" أن الانقلابيين حاولوا فرض خطباء جمعة بالقوة في عددٍ من المساجد في البيضاء وذمار (وسط). وفي مديرية ذي ناعم التابعة للبيضاء أيضاً؛ وقعت مواجهات عنيفة الجمعة في مواقع المشبي وكعواش وجميل بين المقاومة الشعبية الموالية للشرعية والانقلابيين. وأفادت "سبأ" بوقوع المواجهات، وأشارت إلى مقتل 3 مسلحين انقلابيين على الإثر. ونقلت الوكالة عن مصدرٍ محلي أن ميليشيات الحوثي- صالح شنَّت قصفاً مكثفاً بالكاتيوشا والهاون على منازل السكان في منطقتي الأجردي والقوعة التابعتين لمديرية الزاهر في المحافظة نفسها، ما خلَّف أضراراً في بعض المنازل. على صعيدٍ آخر؛ أعلن المركز الإعلامي لمقاومة صنعاء، أمس، إسقاط قوات الشرعية طائرة استطلاع صغيرة تابعة للحوثيين حلَّقت فوق مواقع تابعة للجيش في مديرية نهم شرقي العاصمة التي يحتلها الانقلابيون منذ نحو عامين. ولفت المركز إلى إسقاط الطائرة في جبهة صلب في نهم، في عمليةٍ هي الثالثة من نوعها لقوات الشرعية ضد هذا النوع من الطائرات، بعد إسقاط الشرطة العسكرية في محافظة مأرب (شرق) طائرة أولى وإسقاط الجيش الوطني طائرة ثانية حلَّقت فوق مواقع تابعة له في مديرية ميدي التابعة لمحافظة حجة (شمال). وقوات الشرعية مؤلَّفة من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومدعومة من التحالف العربي. بينما يتلقى الانقلابيون دعماً عسكرياً من النظام الإيراني. وفي تصريحاتٍ له أمس الأول؛ أعلن محافظ الجوف (شمال اليمن)، أمين العكيمي، إلقاء الجيش الوطني القبض على أعدادٍ كبيرة من الميليشيات الانقلابية، بينهم خبراء إيرانيون وعناصر من حزب الله الإرهابي. وصرَّح المحافظ: "تمكنَّا من أسر أعدادٍ كبيرة من الميليشيات الانقلابية، من بينهم خبراء إيرانيون وآخرون تابعون لحزب الله، يزوِّدونهم بالمعلومات والدعم"، وذلك خلال المواجهات الأخيرة في الجوف. وأشار العكيمي إلى تحرير حوالي 80% من أراضي المحافظة. ولاحظ أن الانقلابيين خلَّفوا وراءهم كميات كبيرة من الألغام في الطرقات والمزارع والأحياء السكنية، بعددٍ يزيد عن 130 ألف لغم وعبوة ناسفة "مما يؤكد أن عملياتهم هدفها الانتقام من الشعب اليمني". ووفقاً له؛ عثرت قوات الجيش في بعض المواقع على كميات كبيرة من المتفجرات تزن 100 كيلوغرام و"هذا كفيل بقتل أعداد كبيرة من المدنيين". وجَّهت السلطات اليمنية الشرعية بالإسراع في تدشين فروع لمصلحة الجوازات في مدن المكلا وسيئون (في حضرموت شرقاً) وتعز (غرباً)، مشيدةً ببدء الجهات المعنيَّة في المملكة تمديد «هوية زائر» الممنوحة إلى اليمنيين. وثمَّن نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، الأمر الصادر عن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالتمديد 6 أشهر أخرى لحاملي «هوية زائر» ابتداءً من تاريخ انتهاء صلاحيتها في ال 20 من ربيع الأول الجاري، وهو الأمر الذي وجَّه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بالبدء في تنفيذه. وقال الأحمر، في تصريحٍ أمس نقلته وكالة الأنباء الرسمية في بلاده «سبأ»، إن مثل هذه المواقف ستظل محل تقدير واحترام اليمنيين؛ وهي تثبت مدى التلاحم والأخوَّة بين الشعبين السعودي واليمني. في ذات السياق؛ اطَّلع نائب الرئيس اليمني، الجمعة، على تقريرٍ قدَّمه مساعد رئيس مصلحة الهجرة والجوازات اليمنية، عبدالجبار سالم، عن «سير عمليات التصحيح وقطع الجوازات ووثائق السفر للمواطنين». ووجَّه الأحمر بالإسراع في تدشين فروع للمصلحة في المكلا وسيئون وتعز بعد تدشين فروع في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة مأرب، مشدِّداً على وجوب تصحيح أي اختلالات، ومشيداً باستعادة منظومة الجوازات من أيدي الانقلابيين. كذلك؛ ثمَّن الأحمر تقديم المملكة الدعم المطلوب لفروع مراكز التصحيح داخلها والفروع الجديدة في المدن اليمنية المحرَّرة وعدد من سفارات اليمن.